تناقض التفاصيل في القصص الذهاني-2 العجل والصاعقة

من العلامات الذهانية عند المصاب بالذهان عدم القدرة على الحفاظ على تفاصيل القصة بنفس المحتوى عندما يحكيها اكثر من مرة
يحتفظ فقط بالحس العام ولكنه يتناقض في التفاصيل
تتشوش الذاكرة لدى الذهانيين فيختلط ابطال القصص وتختلط الازمنة والاحداث وينعكس ترتيب الاحداث كل مرة يعيد فيها سرد القصة
عبادة العجل وحدوث الصاعقة في قصة موسى
في الايات 51 الى 56 يؤكد ساجع القرآن ان عبادة العجل حدثت قبل الصاعقة
وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى
فتسلسل الاحداث في القصة واضح
- ميعاد موسى لميقات ربه
- ثم عبادة قومه للعجل
- ثم عتاب موسى لقومه
- ثم امرهم بقتل انفسهم
- ثم طلبهم رؤية الله
- ثم حدوث الصاعقة
- بعثهم مرة اخرى
- الغمام والمن والسلوى.
ليس لدى المسلم في هذا التريتب مشكلة ولا يحتاج الى ترقيعه لولا أن هناك سرد آخر للقصة مفاجئ وصادم ويحتاج للترقيع
ففي سورة النساء نقرأ
فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا (153)
الصاعقة قبل عبادة العجل.
لله درك يا ساجع القرآن لقد أتعبت المرقعين من بعدك
وينقسم المرقعون هنا الى قسمين: قسم يرقع سورة البقرة وقسم يرقع سورة النساء
القسم الأول يقول ان الواو لا تفيد الترتيب
وتنكشف هذه المغالطة الترقيعية عند ملاحظتنا لأمرين
أولا الواو لا تفيد الترتيب فقط أحيانا إذا افادت شيئا آخر كالمعية. أي حدوث الاشياء مع بعضها في نفس اللحظة. فتقول اشتريت برتقالا وتفاحا. أو إذا لم يكن المتحدث في صدد سرد قصصي
لكنها تفيد الترتيب في السرد القصي. عند سرد احداث مرتبة لا ينفع ان تكون مع بعضها فإنها تفيد الترتيب
اذا قلت لك ان موسى ذهب للقاء ربه وعاد ووجد قومه قد عبدوا العجل ولامهم على ذلك وطلبوا منه ان يريهم الله جهرة واخذتهم الصاعقة
فأنا اعطي ترتيبا لاحداث القصة
ذهب زيد الى السوق واشترى بعض الحاجيات وعاد إلى بيته. هذا ترتيب للاحداث. الواو تفيد الترتيب هنا
ثانيا أن الواو تفيد الترتيب أحيانا والمعية أحيانا لكنها أبدا لا تفيد عكس الترتيب على الاطلاق
فإذا قلت عبد قوم موسى العجل وأخذتهم الصاعقة فليس أمامك سوى خيارين: إما عبدوا العجل ثم أخذتهم الصاعقة. أو حدثت عبادة العجل والصاعقة بنفس اللحظة (غير منطقي طبعا)
لكن لا يمكن أن تعني أن الصاعقة أخذتهم أولا ثم عبدوا العجل. الواو لا تفيد عكس الترتيب
والقسم الثاني يحاول ترقيع سورة النساء رغم صعوبة ذلك.( فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ..الخ)الصاعقة ثم العجل. الترتيب واضح هنا ومناقض لترتيب سورة البقرة
الذهاني يخطئ في التفاصيل عندما يعيد سرد حكايته مرات مختلفة في أوقات مختلفة بسبب اضطراب ذاكرته. دعونا نرى موضعا ثالثا لعجل والصاعقة في سورة الأعراف :
الايات من 142 الى 156 تناقش قصة موسى كالتالي:
ميعاد موسى-عبادة قومه للعجل-غضب موسى ولومه لاخيه وقومه-حدوث الرجفة(بدلا عن الصاعقة)
توافق هذه السورة سورة البقرة في حدوث عبادة العجل قبل الهلاك وتخالفها بأن الهلاك كان بالرجفة وليس بالصاعقة وتضع المرقعين في حيرة كبرى فالاحداث متطابقة في كل التفاصيل ما عدا في حدث واحد هناك تناقض. التناقض الذي يقع فيه الشخص الذهاني بسهولة لانه لا يستطيع المحافظة على الترتيب الزمني للاحداث بسبب تشوش ذاكرة الزمان والمكان. ويحدث التناقض بين سورة الأعراف وسورة النساء بشكل واضح. الهلاك حدث بعد عبادة العجل وليس قبل عبادة العجل كما تقول سورة النساء
ويضطر المرقعون الى عيش حالة صعبة فيعجزون عن اخذ القصة بنظرة شمولية في السور والثلاث ويركزون كل مرة على موضع واحد فقط ليتمكنوا من الترقيع
القصة في البقرة تتناقض مع القصة في النساء بالترتيب
القصة في الأعراف تتناقض مع القصة في النساء بالترتيب
القصة في البقرة تتناقض مع القصة في الأعراف بطريقة الهلاك
لترقيع التناقض في طريقة الهلاك بين البقرة والأعراف يتم الادعاء أن الصاعقة هي الرجفة لغرض السمكرة. وشتان ما بين الصاعقة والرجفة ولكن ماذا لديهم من خيارات
لكن هذا الترقيع يثبت التناقض بين الاعراف والنساء من حيث الترتيب. الترتيب في الأعراف لا يمكن ترقيعه بمبرر الواو
الهلاك بالرجفة في الاعراف حصل بعد عبادة العجل بينما سورة النساء تقول ان الهلاك حدث قبل عبادة العجل
الأمر بسيط جدا
إما أن الصاعقة ليست هي الرجفة ويكون محمد قد نسي كيف كان الهلاك هل بالصاعقة أم بالرجفة؟؟
وإما أنه يعني بالصاعقة والرجفة شيئا واحدا وبالتالي وقع في خطأ الترتيب حيث جعل الهلاك في سورة البقرة وبشكل أدق في سورة المائدة يحدث بعد عبادة العجل بينما في سورة النساء جعل عبادة العجل تحدث بعد الهلاك
وبنظرة بسيطة للترقيعات الثلاث مجتمعة نجد ان الترقيعات نفسها تناقضت.وأن الترقيع نفسه يحتاج إلى ترقيع
ونجد ترقيع أن الصاعقة تختلف عن الرجفة يقودنا الى تناقض آخر في قرآن محمد وهو قصة ثمود
فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78) . وفي سجعية أخرى
وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (44).
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
