
Where it all began
نظرية التصميم الذكي او التدبير المحكم التي يلجأ اليها المتدينون هي دفاع عن الجهل والافتراض الأعمى. أنا أجهل كيف جاء الكون وأجهل كيف نشا هذا التصميم إذن الله موجود. انها تعتمد كليا على المجهول وغير المعروف من أمور الكون
وهي محاولة لتقديم دليل سلبي تماما على عملية إيجابية وهذا غير جائز منطقيا. فعدم العلم بشيء مثل كيفية ظهور الكون أمر سلبي ولا يصلح أن يكون دليلا على شيء غير إيجابي كوجود مصمم ذكي قام بخلق الكون
الجهل وعدم المعرفة لا يصلح كدليل على استنتج ما. الجهل وعدم المعرفة يستطيع ان يشهد بالنيابة عن الجهل وعدم المعرفة فقط ولا شيء اكثر من ذلك .ولوضع المسألة بشكل منطقي أقول : ان عدم المعرفة بشيء ما س (كتكون الكون مثلا) لا يعني باي شكل من الاشكال وجود ص (المصمم) .إن الله هو إله الفجوات . ووجود فجوات في المعرفة البشرية أدت الى ملئها بكائنات وهمية من صنع الدماغ البشري. ولكن كيف انشأ الانسان البدائي فكرة الاله ليملأ هذه الفجوات

يصعب على المتدين أن يصدق أن الكون نشا تلقائيا وأن البكتيريا البسيطة نشأت بدون مصمم ولكنه يسهل عليه جدا تخيل كائن معقد جدا في قمة الكمال والذكاء والعظمة تكون تلقائيا وصنع نفسه بنفسه من العدم. كيف يفكرون لا تدري؟ حتى المنظرون منهم يأتي ليستنكر عليك كيف يمكنك أن تظن لوهلة أن المادة نشأت تلقائيا رغم وجود الدليل العلمي على ذلك لكن عندما تسأله ولم لا؟ كيف أنت قدرت تصدق بأن كائنا أكثر كمالا وتعقيدا من المادة نشأ تلقائيا وصنع نفسه بنفسه من العدم؟ ما هي ما هيته التي تريد أن تقنعنا بها؟ ما هي المواد الخارقة التي نشأت من العدم لتقوم بتكوينه؟ ما هي الظروف الاستثنائية التي سمحت له بخلق نفسه بنفسه من العدم ولم تسمح لكائن آخر غيره؟
عندما تضع ها الاسئلة المنطقية أمامه يخرس ولا يستيطع ويتهرب وقد يراوغك وقد يشتمك. هذا لأنه بنى استنتاجاته على الجهل. فقام بتخيل كائن خرافي خارق لا دليل على وجوده ثم اقنع نفسه ان هذا الكائن صنع نفسه بنفسه من العدم ثم أقنع نفسه أن هذا الكائن الذي تخيله تخيلا حقيقة موجودة. بينما لم يدرك أنه بلع كذبة ورثها له الانسان البدائي الذي اخترع فكرة الله ليملا الفجوات في المعرفة البشرية.
لا يعرف كيف ظهر الوجود وهذه فجوة يجب سدها. فقام بسدها بكائن تخيلي. لا يعرف ما هو المرض ولماذا ينزل المطر وماذا يحدث بعد الموت وكلها فجوات في المعرفة البشرية قام بسدها بخلق كائن تخيلي اسماه على لغته فكان اسمه الله عند العرب وإيل عند الآشوريين ويهووه عند العبرانيين وجاد عند الانجليز وديوز عند الاسبان وخدا عند الباكستان وهكذا
إله الفجوات صنعته آليات عصبية ونفسية تطورت بالانتقاء الطبيعي لغرض البقاء نستعرض بعضا منها هنا
Pareidolia
هي ظاهرة فيزيولوجية للدماغ لا يوجد لها كلمة مكافئة في العربية. ولكن يمكن القول أنها تشير إلى قيام الدماغ باكمال المؤثرات الحسية
وهي عملية يقوم الدماغ فيها بتحويل الصور او الأصوات او المؤثرات الحسية العشوائية وعديمة المعنى الى أشياء معروفة لديها وانماط مفهومة من خبرته السابقة
بهذه الطريقة يمكنك ان ترى شكل وجه في السحاب او اشكالا معروفة في اعمدة الدخان او من صورة ناقصة وغامضة تكون صورة معروفة في دماغك كما يحدث في اختبار نقطة الحبر او رورشاخ الشهير من اجل تشخيص أنماط التفكير الاسقاطية
Psychological projection
عملية الاسقاط النفسي
هي عملية نفسيعصبية يقوم فيها الشخص باسقاط صفاته ومشاعره وافكاره على الاخرين
فالشخص الذي يكذب يفكر ان الاخرين يكذبون أيضا والشخص الذي يخون زوجته يفكر ان الاخرين يفعلون المثل.والشخص الذي يغضب من صديقه يظن صديقه غضبانا منه أيضا. ويقول المثل العربي الشهير (كل يرى الناس بعين طبعه) في دليل على ادراك الانسان لهذه العملية في حياته
عملية الإسقاط موجودة بشكل خفيف في كل إنسان لكنها في بعض الاضطرابات الذهانية مثل الفصام الارتيابي تصير هي وسيلة الدفاع المسيطرة وتتحكم في تفسير الدماغ للأحداث والعالم الخارجي فيميل المريض للغرق في ضلالات المؤامرة والضلالات الاضطهادية
نشأت هذه العملية من عمليات فيزيولوجية تطورية حتمها الانتقاء الطبيعي ومنها
-
Theory of mind
ومحتواها باختصار أن الدماغ البشري يفترض ان للآخرين أفكار ورغبات ومشاعر مثل ما له أفكار ورغبات ومشاعر ولهم خطط وتدابير لتنفيذ ما يريدون مثل ما له تماما
ارتبطت هذه الالية بآلية مهمة أخرى من اجل البقاء وهي أن الاحداث لا بد لها من محدث بمعنى لو كان الانسان يسير في غابة ثم سمع صوت حركة في اغصان الأشجار فمعنى ذلك ان هناك من تسبب بهذه الحركة. قد يفسرها على انه حيوان مفترس فيهرب وتزيد فرص بقائه حيا وفرص انجابه أشخاصا يحملون نفس الجين المسئول عن الميل لهذا التفسير الاحوط أو انها حركة الرياح فلا يهرب وتقل فرص بقائه وانجابه
-
Agent detection mechanisms
تطور الدماغ البشري ليعطي أولوية حسية لادراك مسببات الاحداث ولذلك فادراك الحركة المفاجئة او الصوت المفاجئ يتم لا شعوريا وعن طريق الدماغ البدائي وهي الية موجودة في كل الثدييات لما تعنيه من قيمة تطورية كبيرة
مثلا قد تكون جالسا في غرفتك ولست متبها لشيء وفجأة تحركت حشرة صغيرة على الجدار فتجد عينك صادتها بسرعة وأدركتها وركزت على تلك البقعة من الجدار دون غيرها
إله الفجوات كان نتيجة مباشرة لهذه العمليات الفيزيولوجية العصبية
عندما لا يملك الدماغ المعرفة يلجأ لملئها بما يناسب البقاء. لا يدري سبب تحرك اغصان الأشجار في الغابة فيفسرها على انها وحش مفترس او صياد مترقب
إن من مهمات الدماغ ملئ الفراغات لإعطاء المؤثرات الحسية معنى
لا يعرف الإنسان كيف وجد الكون فينسبه الى إله تخيلي يملأ به هذه الفجوة المعرفية ويسد الفراغ
وصف الكاتب الاغريقي زينوفانس (570-475 ق م ) هذه الظاهرة قائلا فقال
(آلهة الاحباش هم سود البشرة بأنوف مسطحة بينما آلهة الثراسيين شقر بعيون زرقاء)
هذه الملاحظة ذاتها كررها ارسطو
(قام البشر بخلق الآلهة طبقا لتصوراتهم ليس فقط فيما يخص الشكل بل فيما يخص طريقة العيش أيضا)
نحن البشر ككائنات اجتماعية وعاطفية نعتبر اكبر الاسقاطيين
معظم ما نظن اننا نعرفه عن شخص ما ليس إلا انعكاسا باهتا لحقيقة ذلك الشخص وليس إلا اسقاطا للنموذج الداخلي في عقولنا عنه
حقيقة معدلة عن الواقع تمت معالجتها وتركيبها بالآليات العصبية والنفسية لآلتنا المعرفية
هذا ينطبق تماما على كل الآلهة التي ابتكرها البشر ويمتد الى افتراض نظرية التصميم الذكي
إلى الآن لا توجد دراسة علمية ناقشت نظرية الخلق بالتصميم الذكي والتدبير المحكم ودعمت وجود مصمم قام بخلق الكون
ناهيك عن ثبوت فشل القصة الدينية عن خلق الكون حتى أن النص الأصلي في القرىن والتوراة يحتاج للترقيع والتعديل والتأويل المفصل
فنجد في القصة القرآنية أنه قبل خلق الكون كان الماء موجودا وعرش الإله على الماء. يتكون الماء من عنصري الهيدروجين والاوكسجين الذين نتجا بعد ملايين السنين من بداية الكون عن طريق التفاعلات الاندماجية بين ذرات الهيدروجين و/أو بين ذرات الهليوم في قلب النجوم. اول النجوم تكونت بعد ما يقارب 500 مليون عام
ثم نجد أن الكون خلق في ستة أيام. يضطر كهنة الأديان أو بعضهم لتجردي يوم من معناه الحقيقي والقول أنه يعني فترات. لكن لا يوجد علميا اي مكان للرقم ستة. لا ستة ايام ولا ست فترات ولا ستة قرون ولا ستة ملاينن ولا شيء. عملية تكون الكون عملية مضطردة لم تكتمل إلى الآن ولن تكتمل
ثم نجد أن القصة الدينية ذركت أن الأرض تكونت في البداية. في أول يومين من عمر خلق الكون تم خلق الأرض. ثم اقواتها وجبالها. كل هذا وما زالت السماء دخان لم يتم تسويتها. وتمت تسوية السماء في آخر يومين فقط من الفترة
هذا خطأ كبير. عندما تكونت الأرض كان كل المجرات المعروفة موجودة وقد تكونت منذ 9 بليون سنة ولم يعد فيها شيء يحتاج للتسوية
كانت النجوم تنفجر وتنتهي وتكون أقراصا سديمية تتكون منها مجموعة نجمية جديدة وهذا ما حدث للأرض. تكون المجموعة الشمسية حدث هامشي لا يؤثر على الكون وكذلك زوالها بعد حوالي 5 بليون سنة من الآن
ثم تخلص القصة القرآنية إلى أن النجوم وهي مصابيح توقد من شجرة زيتونة تم تكونها في آخر ساعات الخلق. والشمس نجم من النجوم
وهذا يعني أن الأرض التي تكونت حسب القرآن في أول يومين قد سبقت تكون الشمس والنجوم التي صنعت في آخر الأمر
بينما النجوم بدأت في الظهور بعد حوالي 400 مليون سنة من نقطة البداية والأرض فقط بعد 9مليار أو 9000 مليون سنة
كما أن الشمس تكونت قبل الارض بينما حسب القرآن الجبال والاقوات ومنها النبات والحيوان تكونا في اليومين الثالث والرابع قبل الشمس التي تكونت في آخر ساعات اليوم السادس
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)
وفي المقابل نظرية الانفجار العظيم تتمتع مثلا بالاف الدراسات العلمية وبعد إعادة محاكاتها في سيرن عام 2011 اصبح الانفجار العظيم حقيقة علمية راسخة
الانفجار العظيم يعني بداية عشوائية لقفزة كمومية للطاقة تحولت إلى مادة تتكون من جسيمات أولية في حالة فوضى عارمة وخاضعة لعدد مهول من الاحتمالات
ومع انخفاض حرارة الكون مع الزمن تمكنت الذرات من التكون من هذه الجسيمات الأولية مكونة الهيدروجين
ثم صنعت عناصر الجدول الدوري في قلب النجوم وفي انفجارات المستعرات العظمى
لا يوجد اثر لاي نظام أو تصميم. تشكل النظام مع الوقت طبقال للانتروبي. لو كان هناك مصمم لبدا كل شيء بنظام مثل ما ذكر في القرآن فيصنع الارض والجبال والاقوات والماء ثم يصمم السماء ثن يزنها بالنجوم
لكنه يقول أن الأرض اكتملت والسماء ما زالت دخانا ولا تحتاج للمصابيح لأنها دخان ثم سواها وزينها بالمصابيح أي النجوم
والقرآن يعتقد أن النجوم والكواكب مصابيح حتى أنه قال أن هناك كوكب يوقد من شجرة
إذن الانفجار العظيم يعني عدم وجود مصمم ذكي وإرادة واضحة فقد كان الكون في حالة هائلة من العشوائية والفوضى نتيجة تحرير كمية هائلة من الطاقة وتحكمت العشوائية في كل شيء بعد ذلك. الحدث الذي رجح كفة المادة فوق المادة المضادة كان مجرد صدفة وكان يمكن ان يكون العكس تماما. انخفاض الحرارة بعد مئات الالاف من السنين سمح بتكون مواد اثقل من الهليوم والهيدروجين وتكونت النجوم والمجرات. انفجار النجوم والسوبرنوفا سمح بتكون مواد اثقل وسمح بتكون الصخور الكونية والكواكب. وبعد حوالي عشرة مليارات سنة تكونت ارضنا وسمحت ظروف لا توحي بشيء عن التصميم الذكي بتكون الحمض النووي نواة الحياة الأولى. تكون الحمض النووي وهو نتيجة تفاعل كيميائي بحت فتح الطريق لظهور الحياة التي تكيفت مع ظروف الأرض الموجودة بحيث لا يوجد اثر على تسخير هذه الظروف يضاهي الدليل على تكيف الحياة وتغيرها مع هذه الظروف
ترقيعة مانع عقلي
يخدر بعض قادة الكهنوت الديني اتباعهم بترقيعة شهيرة : لا يوجد مانع عقلي يمنع صحة الأديان بينما لا يصح عقلا ما يذهب له اللادينيون. فهل هذا صحيح؟
الحقيقة لا. هذه إجابة معلبة جاهزة أعدت سلفا ليخدروا بها عقولهم لا غير. لكن في الواقع هناك ألف مانع عقلي. هناك ألف مانع عقلي لادعاء ان نملة قالت يا ايها النمل. وألف مانع عقلي أن الهدهد يسجع. ومليار مانع عقلي أن عصا خشبية فلقت البحر الاحمر نصفين وطبعا دون أن يحدث تسونامي ودون أن نعرف اين ذهب الماء المزاح. وهناك مليون مانع عقلي أن بغلة طارت للفضاء بعد أن نام الناس وعادت قبل أن يصحوا حتى لا يروها ويتأكدوا من نبوة محمد. عملت البغلة اقصى ما في وسعها لكي تظل متوارية عن الانظار والاسماع
بينما لو استخدموا عقولهم فسيجدون أنه لا يوجد مانع عقلي واحد يمنع أن يكون الأنبياء كذابين ودجالين وقصصهم مرتبة ومضبطة بفعل فاعل. ولا يوجد مانع عقلي واحد يمنع أن يكون الانبياء موهومين. ولا يوجد مانع عقلي واحد يمنع أن يكون ابراهيم وآدم ونوح وحتى موسى مجرد قصص خيالية من فبركة حاخامات اليهود
العبودية الفكرية التي تسيطر على القطيع المغيب وتخطف قدراته التفكيرية وتصادر عقلانيته ومنطقه هي أشد أنواع العبودية على الاطلاق
مراجع
Michael Sherloc (god of gaps)
Tod Tremlin (Minds and gods)
Leonard Zuzne & Warren H. Jones. ‘Anomalistic Psychology: A Study of Magical Thinking.’
Steven Novella M.D. Your Deceptive Mind: A Scientific Guide to Critical Thinking Skills.
Arthur Fairbanks. ‘The First Philosophers of Greece: Xenophanes – Fragments and Commentary.’
ِAristotle: Politics.
ساهم في تبديد الخرافة
إعلانات- Advertisements

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
