white and brown animals near fence

بقدر معلوم – المنطق الوثني

ما الذي دفع مؤلف القرآن للاعتقاد أن البقر موجود في مخازن سماوية ويتم إنزالها حسب الطلب؟ وما الذي جعله يؤمن أن الريش مخزن في مستودعات سماوية ويتم إنزاله حسب عدد الطيور؟ ولماذا ظن أن الملابس تؤخذ من مخازن فضائية ويتم إنزالها بكميات محددة للبشر؟ وكيف يمكن تفسير هذا المعتقد الغريب الوارد في سجعيات القرآن في ضوء الاضطرابات الضلالية التي يتوافق معها اضطراب ذهان النبوة؟

نشأت الوثنيات على مبدأ واحد : تخيل وجود كائن افتراضي ثم اقناع النفس بوجوده وبعد ذلك تنسب له إرادة ورغبات ومطالب وأوامر مثله مثل البشر لكن أكبر واقوى. وتنسب له الظواهر الطبيعية التي لا يفهم الناس كيفيتها. وتصور أحواله بصورة بشرية مع محاولات التهويل والتضخيم

ومع الزمن تطورت الوثنيات من ديانات متعددة الأوثان إلى ديانات ذات وثنخاف واحد. بدأت فكرة توحيد الأوثان في الحضارة الفرعونية مع تولي إخناتون الحكم حوالي القرن الرابع عشر قبل الميلاد. وهذا الزمن يوافق تواجد العبرانيين في مصر طبقا للتوراة ويفسر تبني العبرانيين لفكرة توحيد الأوثان. وحد العبرانيون أوثانهم في وثنخاف واحد اسموه إيل في بداية عهدهم ثم أسموه يهووه بعد ذلك. زاحمهم بعد ذلك المسيحيون والمسلمون وسطواعلى فكرتهم واتهموا اليهود بالانحراف والكذب

فكرة توحيد الأوثان إلى وثن خفي فوق السحاب حمته من مطرقة النقد نوعا ما وأدخلت الرعب في قلوب العامة مما سيفعله بهم بعد موتهم وعن طريق الخوف تمت السيطرة على عقولهم فحتى لو شكوا في حقيقة الفكرة يظل الخوف مهيمنا عليهم : وماذا لو كان صحيحا؟ ماذا لو كان هذا الإله حقيقة؟ وهناك فعلا فرن أبدي مهول بعد الموت؟ حتى ن بعضهم يظل مؤمنا على طريقة رهان باسكال : لو كان الإله فكرة كاذبة لن أخسر شيئا ولو كان صحيحا فقد اتخذت احتياطاتي. السيطرة بالخوف كانت السلاح المرعب الذي جعل فكرة الوثنخاف تستمر وتنتشر

معايش

لاحظوا كيف يظهر المنطق الوثني في هذه السجعية:

وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)

تمت المصادرة على المطلوب اثباته تماما. يتقدم الساجع بادعاء وهو أنه تواصل مع إلهه وأن إلهه هذا حقيقة وهو من خلق كل شيء وأن آلهة العر ب وآلهة اليونان وآلهة الهندوس كذب وأنه ليس هناك سوى إله واحد هو إلهه.

بهذا الادعاء نفى عن نفسه أن يكون وثنيا. لكنه ظل وثنيا. فتوحيد الأوثان في وثنخاف واحد لا يعني أنه لا وثني. بل وثني. هو فقط موحد

وكأي ادعاء يجب أن يتجاوز ادعاؤه العقبات المنطقية وإلا فهو كاذب. والعقبة المنطقية الأولى هي أن من يسمع صوت الإله يحدثه مضطرب عقليا يعاني من هلاوس سمعية. هذه هي الحقيقة المثبتة إلى يومنا هذا. ومن يدعي غير ذلك عليه أن يبرهن على ادعائه. ظاهرة سماع اصوات لا يسمعها أحد غيره وظاهرة نسبة هذه الأصوات للإله أو لرسل الإله ظاهرة معروفة ومتكررة وموثقة في سجلات الطب النفسي وهي تحدث كل يوم إلى يومنا هذا. لكن تقدم المعرفة البشرية جعل الناس تجلبهم إلى المستشفيات النفسية بدل أن تصدقهم وتقدسهم. وهذا ما حدث لكل مدعيي النبوة على مدى التاريخ

وكما نرى في السجعية تفسير محمد للأصوات التي سمعها بأنها صوت الإله ولدت لديه أوهام العظمة بأنه المختار المصطفى وخير البشر وأحسن واحد. فمضى في ادعاءاته من واقع اضطرابه العقلي. ولم يقدم أي دليل على أنه فعلا تواصل مع الإله وأن من تواصل معه هو الإله الحق. فقط اعى وزعم. ولذلك شخصه أهل مكة بالجنون وقالوا له يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون. ولولا أن الصدفة كانت أن يتواجد الأوس والخزرج وسط اليهود وأن يقوم اليهود بتخويفهم بنبي أظل زمنه فخافوا أن يكون هو محمد وخافوا أن يسبقهم اليهود إليه فيقتلوهم معه لقضى الساجع سنواته في مكة يرجمه الأطفال ويسخر منه الناس حتى يموت.

بعد تصديق الساجع للهلاوس السمعية أنها صوت الله ورسله ادعى أنه المختار المصطفى الذي يجب على كل الناس طاعته والاستماع لأوامره.

ولم يبرهن على ادعاءاته. بل شرع في استخدام ادعاءاته كحقيقة مثبتة. استخدم الادعاء دليلا والمزاعم حجة وعامل الإله الذي لم يبرهن صحة تواصله معه على أنه أمر واقع فقال : جعلنا لكم فيها معايش. كان ينقل الصوت متحدثا بلسان الله كما سمعه.

بدل أن يثبت ادعاءه صادر على المطلوب واتخذ ادعاءه حجة ودليلا. ونسب له أنه هو من يعطيهم معايشهم وأرزاقهم. وهذا هو المنطق الوثني الذي قامت عليه كل الديانات الوثنية سواء الموحدة للأوثان في وثنخاف واحد أو المعددة لها. نسبة الأحداث إلى كائنها المفترض وإلهها المزعوم. وهو في الحقيقة وجوده كعدمه. يمكن أن تنسب المعايش لهبل. ويمكن أن تنسب لكريشنا. ويمكن أن تنسب لزيوس. ويمكن أن تنسب لزولو. وهكذا

من لستم له برازقين

وظهرت هذه العبارة المضطربة : ومن لستم له برازقين.

وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20)

ماذا يعني بها؟ كيف جعل لهم من ليسوا له برازقين؟ ويكفي أن تقوم بجولة في محاولات أتباعه لإخراج معنى عقلاني من هذه العبارة: فمنهم من يقول يقصد بها الأنعام والحيوانات. لكنهم يحتارون في اسم الوصل من. فهي تستخدم للعاقل. ولو كان يقصد الحيوانات والانعام لقال وما لستم له برازقين. فهل يقصد جعل لهم ألنساء والأولاد؟ هل كان ينظر للنساء والأولاد وكأنهم مجرد متاع جعلت للرجال؟ أم يقصد جعل لهم العبيد والإماء؟ هل كان ينظر لهم كمقتنيات لا أكثر جعلت للرجل؟ واضطر الطبري للقول أنه يقصد بها كل شيء : النساء والاولاد والعبيد والإماء والانعام.

لكن قوله لستم له برازقين زاد المفسرين حيرة واضطرابا. فهم فعلا من يوفرون الرزق لنسائهم ولأولادهم ولعبيدهم ولأنعامهم. ولو تركوهم لماتوا جوعا

والحقيقة هكذا هو المنطق الوثني. تنسب كل شيء للوثنخاف. حتى عندما تستيقظ صباحا وتذهب للعمل وتجني المال يجب عليك أن تؤمن أن الوثنخاف هو من وفره لك.

وعندما تترك العمل وتموت جوعا يقولون لك يجب عليك الأخذ بالأسباب. والأخذ بالأسباب يعني أن الإله وجوده كعدمه.

إذا كان الأخذ بالاسباب وحده يعطيك النتيجة والاعتماد على الوثنخاف وحده لا يعطيك أي شيء. فإنه عندما تجمع بين الاثنين وتحصل على النتيجة فهي جاءت فقط من الأخذ بالاسباب أما الإله فمحصلته صفر لا تقدم ولا تؤخر ولا يفرق وجوده عن عدمه

تسمى هذه المغالطة التي تنتهجها الوثنخافيات بالعوامل المربكة

Confounding factor

حيث تنسب النتيجة لشيء ما وهي في الحقيقة ليست له بل لعامل آخر. ولكي يتضح من السبب الحقيقي يجب استخدامه بمفرده.

مثلا لو قام شخص باختراع علاج للملاريا وقال أنه فعال جدا ويقضي على الملاريا من اول جرعة ولكن يجب استخدامه مع علاج الارتيمثر فلو استخدم بمفرده فلن يفيد.

علاج الارتيمثر يقضي على الملاريا لوحده. وعند اضافة علاج هذا الشخص للارتيمثر يتعافى المريض بسبب الارتيمثر وليس بسبب هذا العلاج. فتنسب النتيجة للعامل الخطأ. وتتبين الحقيقة عند استخدام هذا العلاج بمفرده. حيث نجد أنه لا ينفع.

وهذا بالضبط ما يحدث حول نسبة الرزق لله. يحدث الرزق بسبب العمل والاجتهاد واتباع الطرق التي تدر المال. الأخذ بالاسباب وحدها ينتج عنها الرزق.

الله وحده لا يعطي الرزق. الاعتماد عليه والبقاء في المنزل يجعلك تموت جوعا. مات آلاف الأطفال جوعا في افريقيا. ويموت آلاف الناس جوعا وهو يدعونه صباح مساء.

لكن عندما تجمع الله مع الأخذ بالاسباب تحصل على الرزق. والعامل الوحيد الذي نتج عنه الرزق هو الاخذ بالاسباب. أما الله قتم اقحامه في الأمر ونسبة النتيجة إليه وهو محصلة صفرية عندما يكون وحده لا ينتج شيئا. هو فقط عامل مربك وجوده كعدمه. مجرد فكرة تتخيلها ثم تقنع نفسك بوجودها ثم ترغم نفسك على الايمان بها خوفا من الفرن الذي خوفوك به بعد الموت إن لم تفعل

خزائنه

ثم يظهر اضطراب الساجع ويتعمق المنطق الوثني في قوله

وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)

فكرة وجود خزائن لكل شيء تظهر ذهانية الساجع. يحاول تفسير وجود الاشياء فيدعي أنها مخزنة عند الله في خزائن وينزلها للأرض. ونلاحظ استخدامه الدقيق للألفاظ : إن من شيء- أي كل شيء على وجه الاطلاق– إلا عندنا خزائنه – خزائن : كل شيء مخزن عند الله. في خزائن – وما ننزله : النزول له اتجاه من فوق إلى تحت. هو عكس العروج عند الساجع. لأنه يرى السماء فوق والأرض تحتها.

هذا هو المنطق الوثني. نسبة كل شيء إلى صنم خفي. نسبة كل الظواهر الطبيعية. وكل الأمور

إنزال البقر والريش من المخازن

وعندما نفهم اضطراب الساجع وطريقة تفكيره الذهاني يتضح لنا لماذا استخدم عبارات غريبة في وصف الأمور. فمثلا تحدث عن أن الملابس تم إنزالها من السماء. وكذلك ريش الطيور تم إنزاله من السماء ومثله البقر والغنم والميزان. هذه الفكرة هي تعبير لفظي عن ضلالة التخزين ووهم الخزائن . الريش تم إنزاله من السماء لأنه موجود في خزائن هناك. وكذلك الملابس موجودة في خزائن سماوية والله ينزل منها كميات محددة : بقدر معلوم

يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا

وكم تحير المفسرون فيها ورقعوها وتلاعبوا بمعنى نزلنا حتى أفرغوا السجيعة من مضمونها واستبدلوه بمضمون تأويلي يصلح العبارة وبدأوا يغالطون في معاني الألفاظ ويخمنون دلالات تصلح السياق. مع أن اللفظة واضحة : أنزلنا يعني أنزلنا. والحقيقة هذا ما آمن به الساجع لأن تفكيره مضطرب وليس سليما ولذلك اعتقد اعتقادا راسخا أن الملابس موجودة في خزائن سماوية ويقوم الله بتنزيلها بقدر معلوم وكميات محددة. وكذلك الريش. الريش مخزن لديه في مستودعات وينزله بقدر معلوم على عدد الطيور

حتى ميزان البضائع نزل من هذه الخزائن

وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8)

ولا تدري ما دخل الميزان في السماء. لكنه الرابط السجعي الذي يتحكم بتدفق الافكار في نوبات المزاج المرتفع

كما أن الحيوانات ايضا موجودة في خزائن وتم انزالها للأرض من السماء

وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ

تم إنزال البقر مظليا من الفضاء الخاجي. ولاحظوا تفكك العبارة : أنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم؟

ما دخل نزل الانعام بـ يخلقكم في بطون أمهاتكم؟ تطاير الافكار من أهم العلامات في الاضطرابات الذهانية إذا ترافقت مع اضطرابات المزاج وهذا ما كان حادثا له بمكة بسبب الاحباط ومطالبة الناس له بتقديم دليل حتى كاد أن يبخع نفسه

ضلالة الإنزال تحكمت بالساجع. اعتقد أن كل شيء كل شيء على وجه الاطلاق والعموم موجود في خزائن عند الله ويتم إنزاله بكميات محددة. ومن نتائج هذه الضلالة أنه اعتقد أن الأرض تكونت أولا في أول يومين من عمر الكون طبعا طبقا لسجعياته وبعد ذلك تم إنزال الحديد من السماء. من المخازن كما تصور. هذا الخطأ قام كهنة الوثنخاف بإيهام العوام على أنه إعجاز علمي وهو خطأ فادح نتيجة عن ضلالة التخزين والانزال التي ظهرت في اضطراب محمد. تم توضيح هذا الخطأ في مقالة إنزال الحديد

ساهم في تبديد الخرافة

شارك المقال مع أصدقائك في تويتر

شارك المقال مع أصدقائك في الفيسبوك
HTML tutorial
شارك المقال مع أصدقائك في الواتسب

إعلانات- Advertisements

كوللاجن انتسيف … مركب يحتوي على المواد اللازمة لتجديد الكوللاجن الطبيعي كما يحفز الجلد على إنتاجه مما يساعد على إزالة التجاعيد الخفيفة وتقليل ظهور التجاعيد وخطوط الوجه وتقليلها ويساعد في تخفيف الأكياس تحت العين ويساعد على الحفاظ على منظر شاب. يفيد بشكل خاص الفتيات بين عمر الـ35 والـ 60 عاما
بروفوليكا … منتج لإعادة نمو الشعر وإيقاف التساقط. ينفع بشكل أفضل عندما يستخدم في بداية تساقط الشعر أو عندما يلاحظ خفة نمو الشعر. يعالج بروفوليكا السبب الرئيسي في تساقط الشعر لدى الرجال وهو زيادة افراز الدايهيدروتيستيرون. كما أنه يمنع نمو البكتيريا الضارة لبشرة الرأس ويساعد على إحياء الحويصلات
جين اف20 … يساعد هذا المنتج جسمك على افراز هرمون النمو مما يمكنه من مقاومة علامات التقدم في العمر وابطاء تسارع الشيخوخة. تناوله ينتج في مظهر أكثر شبابا وفي عضلات اكثر مرونة
كما انه يسرع الاستقلاب ويقوي الرغبة الجنسية ويساعد في مقاومة الخمول

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع

نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

Discover more from Quran Debate

Subscribe now to keep reading and get access to the full archive.

Continue reading