bees on purple flower

كلي من كل الثمرات

دغدغت الأديان مشاعر العوام وتغذت من خوفهم من المجهول مما سهل المأمورية على الكهنوت الذي ادعى معرفة المجهول للاستمرار في استعبادهم. آلية التحيز للمعتقد تجعل العوام يميلون لتصديق أي ترقيع يوافق معتقداتهم ويسكن شكوكهم ويطمئنهم أنهم على الطريق الصحيح والدين الحق ويضمن لهم الأمان مما يحدث بعد الموت ومن الفرن الأبدي في جهنم. قوة الإيمان الغيبي وتأثيرها على جموع العوام قوية

أوهم الكهنوت جموع العوام أن أخطاء النصوص المقدسة هي حقائق علمية إما لم تكتشف بعد وإما لم يستطيع العرب الأوائل الذين اخترعوا اللغة اصلا فهمها أو بمسوغات أخرى يوقعونهم في فخها

كان للانسان القديم مفهومه البدائي عن الكائنات والأشياء كمفهوم فائدة العسل في الطب ومفاهيم خاصة عن النحل. هذه المفاهيم أمور انتشرت في الناس بالملاحظة المباشرة بعضها صحيح وبعضها خاطئ. يوهم الكهنوت أتباعه أنها اكتشافات نزلت من السماء إلى النبي مباشرة. وتسوق للبسطاء على أنها معجزات

يقول ساجع القرآن

وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ

هذه أنسنة  تتوافق مع الاضطراب الضلالي الذي عانى منه الساجع – ذهان النبوة . بالنسبة له النمل تعرف اسماء الملوك وتميز بين الانسان والحصان والجندي والملك. والهدهد يفهم سلوك العبادة ويميز عبادة الله أو الوثنخاف من عبادة الشمس ويعرف المرأة من الرجل والملكة من الوزراء. والنحل يتلقى الوحي ويتخاطب مع الله أو الوثنخاف ويتلقى النصائح من خارج المجرة. هذا تفكير سحري ذهاني لكن تم تقديمه على أساس أنه اعجاز علمي يفوق كل اكتشافات علم الأحياء والطب. وهو مجرد صياغة ذهانية لفكرة شعبية شائعة في زمنه

اتخذي

يقول الكهنوت أن الساجع قال اتخذي بالتأنيث لأن أنثى النحل هي التي تبني البيوت. فمن أدرى راعي غنم بهذا؟ كيف عرف أن أنثى النحل وليس ذكرها هي التي تبني البيوت ؟ وأنها هي العاملات؟

وصفق جماهير العوام كالعادة لأن الانسان عادة لا يريد الحقيقة بل يريد ان يصدق ما يوافق معتقداته ورغباته

يبدأ سدنة الوثنخاف أو الله إعجازهم المدهش بالقول أن النحل تبني بيوتها في الجبال والشجر. ويقدمون هذا القول على أساس أنه اعجاز فكيف عرف النبي ذلك؟. وكأن الناس قبل محمد لم تكن تعرف النحل وتعرف بيوتها؟ ومع ذلك هو قال أنها تتخذ الجبل والشجر بيوتا وليس تبني فيها بيوتا

لماذا أنا أو أي شخص محايد سيقبل فهمهم هم للنص وليس المعنى الظاهر الأصلي؟ لا يوجد سبب يجعلنا نفترض أن مؤلف النص يقصد شيئا آخر غير ما تدل عليه ألفاظه الظاهرة؟ وكلامهم جاء بدافع التحيز للمعتقد وليس موضوعيا ومحايدا أساسا. ووجود دافع كهذا يدعو للريبة

 وإذا تركنا جانبا النحل المهجن الذي يربيه الإنسان والذي لا يتخذ من الجبال والشجر حتى أماكن لبناء بيوته فالنحل يقوم ببناء مساكنه بنفسه في الأماكن التي يراها توفر له حماية سواء بين جذوع الأشجار أو بين الصخور أو في مكان مهجور أومكان يبدو خفيا وآمنا؟

بدأ الإدعاء بوجود دقة علمية وتعبيرية في ألفاظ القرآن ينهار. وبدأ الكهنوت يحتاج لتأويل هذه الألفاظ “الدقيقة” بألفاظ أخرى “أكثر دقة ووضوحا” تصنع معنى باطنا يختلف عن المعنى الظاهر

واضح جدا أن القول أن بيوت النحل في الشجر والجبال ليس شيئا وليست معلومة لها أية قيمة. يستطيع أي طفل ريفي لم يتعلم حرفا واحدا أن يعرف أين تقع بيوت النحل. إنها شيء تلاحظه بالعين المجردة وتدركه دون أن تبذل أي جهد في التفكير

تأنيث النحل

يقول عبدة الله أو الوثنخاف ان ورود النحل بالتأنيث اعجاز علمي لان انثى النحل هي من تقوم بالمهام المذكورة

في هذا الادعاء يتم استغلال كون الفصحى لغة ميتة وكون غالبية الناس حاليا تجهلها وتجهل قواعدها. فلغة الناس الأم في البلدان العربية هي الدارجة التي تختلف من بلد إلى بلد. المغالطة هنا هي إيهام العوام أن التأنيث اللفظي تأنيث حقيقي وهو ليس كذلك

النحل كلمة مؤنثة لفظا يشير للذكر والأنثى. فذكور النحل تسمى نحل بالتأنيث مثلها مثل إناثها

في عربية القرآن نلاحظ أن أسماء الكائنات غير الانسان عندما تجمع تؤنث لفظيا وليس بيولوجيا وتؤنث بالافراد وليس بالجمع لأن التأنيث للفظة وليس للكائن

ولذلك قال أوحى ربك الى النحل ان اتخذي ولم يقل اتخذن. خاطبها وكأنها مفرد وليس جمع. لأن التأنيث للفظة وليس للكائن. وقال كلي وليس كلن. وقال اسلكي وليس اسلكن. هذا اسم الجنس الجمعي. وهو مؤنث لفظا حتى لو كان المقصود به الذكور

معظم الحشرات والحيوانات تخاطب بصيغة التانيث والمقصود الجنس كله الذكور والاناث

نلاحظ ذلك في القران في سجعيات كثيرة أخرى: عند الحديث عن الانعام التي تحتوي على الذكر والانثى يقول ” وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5)وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ”

وقوله “والخيل المسومة” وقوله “والخيل والبغال والحمير لتركبوها” و “والى الابل كيف خلقت”.

كلها الفاظ مؤنثة سواء كانت ذكورا أو إناثا. فقوله الانعام يشمل الذكر والانثى. وقوله الخيل والبغال والحمير لتركبوها بالتانيث المفرد وليس لتركبوهن ولا لتركبوهم هو تانيث للفظة ويشمل الكل من ذكر وأنثى. وقوله الإبل خلقت وليس خلقن يعني الذكور والإناث معا

اسم الجنس الجمعي

تعرف هذه القاعدة في العربية باسم الجنس الجمعي

كلمة نحل هي اسم جنس جمعي. مثل كلمة نمل وعنكبوت وبعوض

تعريف اسم الجنس الجمعيّ

هو ما تضمّن معنى الجمع ودلّ على الجنس ، وله مفرد من لفظه ومعناه مميّز منه بالتاء أو بياء النسبة ، نحو : «نحل» ومفرده «نحلة» ، و «نمل» ومفرده «نملة» و «عرب» ومفرده «عربيّ» ، و «بعوض» ومفرده «بعوضة». إذا أنثت هذه الألفاظ فتأنيثها لفظي. فنقول قالت العرب وكانت العرب تفعل وتكالبت العرب

وأهمّ الفوارق بين الجمع ، واسم الجمع ، واسم الجنس الجمعيّ ما يلي :

أ ـ إن الجمع وضع للآحاد المجتمعة ليدل عليها دلالة تكرار الواحد بالعطف. أما اسم الجمع فوضع لمجموع الآحاد ليدل عليها دلالة الواحد على جملة أجزاء مسمّاة

وأما اسم الجنس الجمعي فوضع للحقيقة والماهيّة ، معتبرا ، في استعماله لا وضعه ، ثلاثة أفراد فأكثر

ب ـ إن الجمع له واحد من لفظه ومعناه مستعمل ( إلا عددا قليلا من الجموع لا واحد لها ، نحو «أبابيل (بمعنى الفرق) و «التباشير» (أي البشائر) و «التجاويد» (وهي الأمطار النافعة).) ، أما اسم الجمع فقد يكون له مفرد من لفظه دون معناه ، أو معناه دون لفظه ، أو من معناه ولفظه. لكنه في جميع هذه الحالات ليس على وزن من أوزان الجموع

 وأما اسم الجنس الجمعي فله مفرد واحد من لفظه ومعناه متميّز منه بزيادة تاء التأنيث أو ياء النسب في آخره. والمفرد المتميز بتاء التأنيث تأنيثه ايضا لفظي

ج ـ إن الجمع له أوزان خاصة به ، أما اسم الجمع واسم الجنس الجمعيّ ، فلا يأتيان على وزن من أوزان الجموع

اسم الجمع لغير العاقل لا تأتي لفظته إلا مؤنثة مثل إبل وغنم وخيل. أما اسم الجنس الجمعي فيجوز أن يعامل معاملة المفرد ويجوز أن يؤنث تارة ويذكر تارة أخرى كما يمكن أن يعامل معاملة الجمع أيضا ويذكر أو يؤنث.

التذكير والتأنيث في كل هذه الحالات لفظي

 من الشجر الأخضر وليس الخضر. قال ربك للنحل(جمع نحلة) اتخذي وليس اتخذن. أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا. وليس آلهة(جمع إله) يمنعونهم. وقوله كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ(جمع حمار) مُسْتَنْفِرَةٌ. وليس مستنفرات

وهكذا نرى أن قوله أن النحل لفظة مؤنثة لفظيا تطلق على الذكور والإناث من النحل ومفردها نحلة مؤنثة لفظيا ايضا وتطلق على ذكر النحل وعلى أنثاه فذكر النحل يسمى ايضا نحلة وجمعه ايضا نحل

كلي

كلي من كل الثمرات خطأ علمي أو تشوش وعدم تركيز, إذا عاملنا التعبير كما عامله الاعجازيون فسننتهي إلى خطأ

مرة أخرى ينهار الادعاء بوجود دقة علمية في ألفاظ القرآن ويحتاجون لتأويلها بألفاظ أكثر دقة

أولا النحل لا تأكل من الثمرات أساسا بل تبحث عن رحيق الازهار. وواضح أن الساجع لم يكن يعرف هذا. وقال أنها تأكل من الثمرات. فارتكب خطأ واضحا. لكنهم ينكرون الخطأ ويقومون بالترقيع وبعد الترقيع بطرقة مفصلة على المقاس يقولون هي إعجاز

تأكل يعني تأخذ طعاما لنفسها لتهضمه وتتغذى عليه. هم يبررون ذلك بأنه تعبير مجازي. ادعاء الدقة تفجر كالبالونة. إذن كيف تقولون إعجاز عن كلام تعترفون أنه لا يعني ما يقول حرفيا؟ إذا أخذناه حرفيا صار خاطئا وإذا اعتبرناه مجازا لن يحتوي على أية معلومة. فكيف تقولون إعجاز؟

لكن الساجع لم يقل فقط أن النحل تأكل من الثمرات بل قال أن الله أو الوثنخاف أوحى لها شخصيا أن تأكل من كل الثمرات وليس من بعض الثمرات فقط. قول الساجع من كل الثمرات خطأ أيضا فالنحل لا يزور كل الثمرات بل يبحث عن الرحيق في بعض الأزهار فقط. مرة أخرى يقولون أن قوله من كل الثمرات مجازي ومبالغة. ولا أدري كيف مجازي ومبالغة. لقد كان يخاطب الناس بقدر فهمه شخصيا. لا يوجد شيء يدعو للاعتقاد بغير ذلك. هو خطأ. فالنحل لا تأكل من كل الثمرات. كلمة تاكل خطأ. كلمة كل خطأ. كلمة الثمرات خطأ. والخطأ عند الفضيحة إعجاز؟. النص الأصلي خاطئ. الموضوع ليس فقط غياب الإعجاز المزعوم لأن زيارة النحل للأزهار ملاحظة يدركها الناس بالعين المجردة بل ايضا النص الأصلي خاطئ. وإذا كان تعبيرا مجازيا لا يعني مؤلفه ما يقول حرفيا فأين الدليل؟ كيف تأكدوا أنه مجازي؟ وأنه لا يعني حرفيا ما يقول؟ فالواضح أنه يعني حرفيا ما يقول. ما دليلهم على أنه يقصد ما فهموه هم وحدهم؟ لديهم دافع كبير للكذب وهو الحفاظ على قداسة نصهم فلماذا نتوقع منهم ألا يكذبوا؟

 و نحل العسل لا يتغذى على الثمرات .يتغذى إما على العسل أو حبوب اللقاح أو خليط من العسل وحبوب اللقاح المهضومة أو الرحيق والنحلة الواحدة لا تتغذى على هذا كله ولكن حسب وظيفتها في مستعمرة النحل

يخرج من بطونها

نحن ببساطة لسنا مضطرين لقبول الترقيع والتأويل. العسل يخرج من فم النحل ويمكننا اعتبار قوله من بطونها خطأ. ولكي تتضح لكم الصورة تخيلوا بدويا في القرن السابع غير متعلم سأله أحدهم من أين من النحلة يخرج العسل؟ سيقول من بطنها. سيقول ذلك لأنه جاهل وليس لأنه تلقى معلومات من الفضاء الخارجي

يرقعونها بالقول أنه لا يقصد ببطونها البطون التي يوضحها علم الأحياء بل يقصد ببطونها من داخلها. حسنا كيف تأكدتم أنه يقصد ذلك؟ ما الدليل؟ لماذا لا يكون جاهلا فعلا ويقصد ببطونها بطونها؟ وأين ذهب ادعاؤكم بدقة ألفاظ القرآن؟ لا يجيبون.ولو كان قال رجلها لقالوا أنها يقصد فمها. فهدفهم ليس البحث بحيادية عن الحقيقة بل المغالطة والكذب واستمرار استعباد العوام. والدافع لديهم للكذب قوي وواضح

كانت العرب تظن ان النحل تطرح العسل من داخل بطونها كالبراز وجاء القرآن موافقا لافكارهم والحقيقة ان هناك موضعا خاصا لمادة النكتار التي تجمعها النحل من الرحيق يسمى “كروب” تقوم النحلة فيما بعد باخراجها الى فمها ثم تتبادله من فم الى فم حتى يقل محتواه من الماء ويغلظ قوامه . لدينا سبب وجيه للاعتقاد أن مؤلف القرآن كان يجهل هذا. ولا يوجد شيء يشير إلى أنه كان يعرف ذلك. الحقيقة البسيطة أن الانسان عندما يجهل شيئا ما يفشل في ذكره. ما يعرف بالشغالات في نحل العسل لها تخصصات فيما يقومون به في صناعة العسل على النحو التالي

– تقوم شغالة جمع الرحيق بالتجول في الأزهار لسحب الرحيق بخرطومها وتخزينه في تجويف الرحيق

– عندما تعود إلى الخلية تستقبلها شغالة اخرى وتضع خرطومها في الكروب لشفطه ثم تحتفظ به في فمها حوالى 20 دقيقة حتى يختلط بالإنزيمات الهاضمة لتحليل السكريات المعقدة في الرحيق إلى سكريات بسيطة ثم تقوم بتفريغه في عيون صنع العسل

– تقوم أنواع اخرى من الشغالات بالسهر على الرحيق حيث ترفرف بأجنحتها لتبخير الرطوبة منه حتى يتحول في النهاية إلى عسل (عملية إنضاج)

دعونا نماشي الاعجازيين ونقول حسنا سنقبل ترقيعاتكم. لكن أين الاعجاز؟؟ إذا حاسبنا النص القرآني بدقة سنجد أنه خطأ. وسيكون همكم الآن التنصل من هذا الخطأ. فأين الاعجاز في كلام سيقوله اي بدوي؟ كلام خال من أية معلومة صحيحة؟ كلام يمكن لأي شخص عاش في زمن الساجع قوله. النحل يخرج من بطونها عسل؟؟ ألا ترون حجم ما وقعتم فيه؟ أهذا شيء لا يستطيع بدوي استناتجه؟ النحل يخرج من بطونها عسل؟ هذا هو الاكتشاف العلمي الساحق؟

خروج العسل من بطون النحل هو أول ما سيتبادر أصلا إلى دماغ الانسان البدائي. يراها تذهب للشجر الذي لا يوجد فيه اي عسل جاهز. يراها وكأنها تأكل منه وتعود. ثم يراها أنتجت عسلا فيستنتج أنه أكلت الثمرة مثلما يأكلها هو وأخرجت العسل من بطنها بعد الأكل

فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ

يوهم عبدة الوثنخاف أن مؤلف القرآن هو من ااكتشف الفوائد الطبية للعسل. والحقيقة أنه كان يكرر مفهوما شائعا في زمنه ومن قبل زمنه بمئات السنين. هذا مفهوم تعلمه الساجع من مجتمعه. وقد كان الحارث بن كلدة على طفولة الساجع مشهورا بالتطبيب بالعسل

العلاج بالعسل وجد عند الفراعنة والبابليين. وعند الهندوس منذ 6000 سنة. وعند الأنكا والمايا في الأمريكيتين. وعند الرومان والفرس. وعند العرب ايضا. تقريبا في كل المجتمعات قبل زمن محمد بفترات طويلة

– من الناحية الغذائية لا توجد أي خصوصية لعسل النحل فكل ما يحتويه من بعض العناصر المعدنية والفيتامينات ومضادات الأكسدة توجد في كثير جدا من المواد الغذائية التي نتناولها يوميا. فلن نخسر أي شيء بعدم تناول عسل النحل فهو مادة غذائية مثله مثل غيره

والفوائد الطبية تنحصر في كونه بيئة غير صالحة لنمو البكتيريا ويفيد في الجروح والحروق. لكن ليس لكل الأمراض كما يروج عبدة الله. وفي مرض السكري مثلا يصبح تناول العسل ضارا. كما يصبح كذلك في السمنة المفرطة لاحتوائه على سعرات حرارية وكربوهيدرات عالية الطاقة

-القول أنه (فيه شفاء للناس) اعتمد على مفهوم شعبي سائد في زمنه لكنه كلام مطاطي فضفاض لا يسمن ولا يغني من جوع فهو كلام عام ولم يحدد شفاءً من أي مرض محدد. قياسا على هذا يمكنك أن تقول إن الثوم فيه شفاء للناس أو البصل فيه شفاء للناس أو الزيتون فيه شفاء للناس أو الزنجبيل فيه شفاء للناس أو حتى القهوة فيها شفاء للناس ويمكنك تسمية قائمة كبيرة جدا من الأعشاب الطبية. فهل سيكون ذلك شيئا معجزا لا يمكنك أن تقوله ما لم تتلق اتصالا مباشرا من الفضاء الخارجي؟ طبعا لا. تهول معابد الوثنخاف أو الله هذه العبارة التي لا قيمة لها لأغراض معروفة

بالبحث  في كثير من قواعد البيانات الخاصة بالدوريات العلمية لا توجد دراسة  ذات قيمة إكلينيكية تثبت أن العسل فيه شفاء للناس من أي مرض محدد بعينه. والعسل ليس دواءً وغير مصنف تحت خانة الأدوية في هيئة الأغذية والعقاقير الأمريكية

استخدامه الطبي يقتصر على الحروق والجروح الخارجية

تشير بعض الدراسات أن العسل يساعد في سرعة التئام الجروح عند استخدامه مع الضمادات والسبب هو أن العسل يحتوي على بعض المضادات الميكروبية

تشير بعض الدراسات أن العسل قد يخفف من أعراض الكحة واحتقان الحلق في الحالات الخفيفة والمتوسطة. نفس الدور الذي تفعله محاليل الغرغرة والماء المالح

وتشير بعض الدراسات إلى أن تناول العسل الخام قد يخفف من أعراض حساسية حبوب اللقاح ولكنه في نفس الوقت فيه خطر الحساسية المفرطة كعرض جانبي

لعسل النحل فوائد. لكنها كانت معروفة ومستخدمة من آلاف السنين وليست اكتشافا للساجع وبالتالي إذا تم اعتبارها إعجازا فيجب نسبتها لمسنخدمها الأول كالفراعنة أو الهندوس وليس لآخر واحد جاء فكررها

مخاطر جهلها الساجع

لكن عسل النحل له مخاطر ايضا. وهذا ما كان يجهله الساجع كما هو واضح

أهم هذه المخاطر

التسمم البوتيليني – كل عبوات عسل النحل التي تباع في الدول الاوربية تكتب عليها عبارة أن لا يسمح بتناول العسل للأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم عاما واحدا. لماذا؟ لان العسل يحتوي على جراثيم بكتريا الكلوسترديوم والتي قد تنمو في أمعاء الطفل وتسبب مضاعفات مختلفة وقد تؤدي إلى الموت

تسمم العسل – هناك أنواع من عسل النحل سامة وخاصة العسل الذي ينتجه النحل الذي يتغذى على أنواع معينة من الزهور مثل

 oleanders, rhododendrons, mountain laurels, sheep laurel, and azaleas

النحل ليس مسخرا لنا ليصنع لنا العسل كما توهم الساجع. ولذلك النحلة لا تفرق بين الزهور التي تستخدمها. هو يستخدم ما هو متوفر في بيئته. ولذلك لا تفرق لديه الزهور التي تنتج عسلا ساما من غيره فهي غير سامة له في جميع الأحوال ولكن سامة للإنسان. ولذلك هناك عسل سام كما هناك عسل مغذي. الادعاء أن العسل على سبيل الاطلاق والعموم كما ورد في النص القرآني خاطئ

ناقشنا تسمم العسل في مقال آخر فيما يلي رابطه

من تاريخ الساجع

أما في الأحاديث فإننا نجد أدلة على أن العسل ليس فيه شفاء للناس عكس ما يعتقد واليكم الحديث التالي في صحيح مسلم:

عن أبي سعيد الخدري. قال:جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اسقه عسلا” فسقاه. ثم جاءه فقال: إني سقينه عسلا فلم يزده إلا استطلاقا. فقال له ثلاث مرات. ثم جاء الرابعة فقال “اسقه عسلا” فقال: لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “صدق الله. وكذب بطن أخيك” فسقاه فبرأ.

ثلاث مرات يسقي الرجل أخاه عسلا وفى كل مرة يعود للرسول ولم يشف وفى الرابعة قد شفي. عامل الوقت هو الحاسم وقد ذهبت أعراض آلام البطن مع الوقت خاصة أن أمراض الاسهال محدودة ذاتيا تنتهي من نفسها أو أن الرجل أصابه الإحباط وقال للرسول انه قد شفى وأراح نفسه وانضم لمجموعة المنافقين الذين تأكدوا من كذبه

وكيف يقول الرسول له قد صدق الله وكذب بطن أخيك أو ليس من الصواب مثلا أن يقول له اسقه أربع مرات على مراحل أو اسقه وانتظر عدة ساعات على فرض أن الرجل شفي بالعسل بدلا من أن يتعب الرجل ذهابا وإيابا؟ أما حكاية صدق الله وكذب بطن أخيك لا تختلف عن حكاية العلبة دي فيها فيل. منطق عنزة ولو طارت

بشكل عام العسل لا يفيد في الاسهالات. حاول أن تستخدمه في الدوسنتاريا أو في الكوليرا. اما الاسهالات الخفيفة فهي تشفى تلقائيا سواء استخدمت العسل ام البصل أم لم تستخدم شيء. إذا أردت معرفة أن العسل لا يفيد استخدمه في الاسهال بسبب مرض كرونا مثلا أو التهاب الأمعاء التقرحي وتأكد بنفسك

فوائد جهلها الساجع

من فوائد النحل الهامة والتي أغفلتها السجعيات لأن المؤلف يجهلها – إذا جهلت شيئا فستفشل في ذكره حتما – هي أن النحل يقوم بعملية تلقيح دون أن يقصد أثناء محاولة جمع الرحيق بالتنقل من زهرة إلى اخرى حيث تزور النحلة الواحدة من 50 إلى 100 زهرة في اليوم فهذه معلومة تستحق الذكر وفيها معلومة مفيدة

بقليل من التفكير نجد أن النحل لا يتخذ من الجبال بيوتا ولا يأكل لا من كل الثمرات ولا من بعضها ولا يخرج من بطونه شراب ولا في شرابه شفاء للناس بل أحيانا فيه أخطار. وتتضح لنا الصورة. الدين صناعة بشرية امتهنها دجالون لغرض السيطرة على العوام ووقع في فخها السذج فتم استعبادهم فكريا واستغفالهم بمجموعة كبيرة من الأكاذيب الصغرى والكبرى



نزل تطبيق الموقع لأجهزة الأندرويد. معكم أينما كنتم


قناتنا على اليوتيوب



ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

تعريف النبي : في الدين النبي هو شخص يسمع أصواتا لا يسمعها أي شخص طبيعي آخر حتى لو تواجد معه وقتها. ويرى اشياء لا يراها أي شخص طبيعي حتى لو تواجد معه وقتها. ويعتقد أنه المصطفى الذي يصلي عليه الله والملائكة. وهذا التعريف الديني للنبي يتوافق تماما مع التعريف الطبي للاضطراب الذهاني

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

Discover more from Quran Debate

Subscribe now to keep reading and get access to the full archive.

Continue reading