رب المشرقين
من العلامات الذهانية اعتلال التفكير المجرد وميل المذهون لتحويل الأفكار إلى محسوسات والافراط في أنسنة الأشياء. عبارة “رب المشرقين” قامت بتحويل اتجاه جغرافي إلى عبد له رب يقوم بالعبادة وينفذ الأوامر. في سجعيات أخرى عامل الرعد وهو عبارة عن صوت كإنسان مدرك يسبح وينفذ أوامر الرب. والقول يسبح الرعد أو رب المشرق مثل أن يقول شخص : “رب الواتسب” أو يقول “الفيسبوك يسبح بحمد الله” وهكذا
أنسنة الاتجاهات
قال مؤلف القرآن في سجعية شهيرة
رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ 17
آخر ما يمكن أن يخطر لشخص سليم العقل هو أن يؤنسن الاتجاهات. الشمال فرحان والجنوب يغار والمشرق يصلي والمغرب يدفع الزكاة. المشرق اتجاه جغرافي نسبي والمغرب اتجاه جغرافي نسبي للمشاهد. وهي أمور نسبية ناتجة عن إدراك حسي لا يمثل الحقيقة إذ أن الشروق والغروب ظاهرة بصرية تتولد نتيجة دوران الأرض حول نفسها فيينخفض خط الأفق من جهة الشرق للمراقب ويظهر الشمس ويظنها الإنسان البسيط هي التي تشرق, ويرتفع خط الأفق من جهة الغرب للمراقب فيحجب رؤيته للشمس فيتوهمها البعض تغرب وهي ثابتة وإنما هي الأرض التي تتحرك
وما هو مشرق لشخص في مكة يعتبر مغربا لشخص في الرياض وما هو مغرب لشخص في مكة يعتبر مشرقا لشخص في القاهرة. لأن الحقيقة أن المشرق والمغرب مجرد اسقاط بصري نسبي لنقطة ما وليس حقيقة
لكن مؤلف القرآن جهل كل ذلك واعتبر وجود مشرقين اثنين ومغربين اثنين. تحديد العدد باثنين يثبت فهمه الخاطئ. اعتبرهما كائنين مستقلين. وأكد بذلك بالتحدث عنهما كأنهما بشر يستعير لهما الألفاظ والتشبيهات ولهما رب. مثلما قال أن الليل والنهار مخلوقان مثل الشمس والقمر يدوران في فلك
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33)
الليل والنهار ظاهرتان ضوئيتان لكنه أنسنهما. المشرق والمغرب اسقاط بصري لكنه أنسنهما وجعلهما أربعة : مشرقان ومغربان
الرعد مجرد صوت نتيجة لتلاقي شحنتين كهربائيتين ضخمتين لكنه أنسنه وجعله يسبح ويصلي ولا ينقصه إلا دفع الزكاة والخمس
تفسير ذهاني لملاحظة بصرية
كل قروي يعرف أن نقطة شروق الشمس تتغير مع الفصول ومثلها نقطة الغروب. اي شخص منكم عاش في الريف لفترة من الزمن يعرف ذلك. سكان المدن لا يعرف أكثرهم ذلك لأنهم لا يشاهدون الشروق والغروب بسبب طبيعة الحياة المدنية ما عدا بعضهم طبعا
المكان الذي ترى الشمس تغرب أو تطلع فيه من الأفق في ديسمبر يقع الى الجنوب من المكان الذي ستراه في يونيو وهكذا
أي بدوي يعيش في القرن السابع سيلاحظ ذلك وسيفسره تفسيرا يلائم معارف ذلك الزمن
تفسير هذا التغير بوجود مشرقين اثنين ومغربين اثنين أمر خاطئ
وذلك ما فعله مؤلف القرآن
لكن بما أن مشرقين ومغربين توحي بوجود أربعة اتجاهات فقد يكون هناك أمر آخر. قد يكون الساجع اختلط عليه المشرق والمغرب مع الشمال والجنوب. المذهون يعاني كثيرا من إدراك الأمور المجردة والاتجاهات أمر مجرد يعتمد على قدرة الدماغ على التوجيه الجغرافي الصحيح. والذهان يمكنه أن يسبب ارتباك اتجاهات مما جعل الساجع يسهل المسألة على نفسه ويستغني عن الشمال والجنوب الذي لا يوجد محفز بصري لمساعدته في معرفتهما ويكتفي بمشرقين ومغربين لوجود الشمس كمساعد بصري يسهل له مهمة الإدراك
ومما يؤيد هذا فشل الساجع في ذكر كلمة شمال بمعناها الحقيقي. فكل استخدام لها في القرآن ورد بكسر الشين بمعنى يسار أي عكس يمين. بينما لم تذكر لفظة جنوب على الإطلاق. كما أن لفظة مشرق ومغرب لدى ساجع القرآن تعني مكانا محددا. هي ليست للتعبير عن حالة طلوع الشمس أو هبوطها بالنسبة لخط الأفق مثل كلمتي شروق وغروب بل مشرق أو مطلع تعبر عن مكان تطلع منه الشمس وظنه الساجع نقطة واحدة يقطنها قوم لا ستر لهم, ومغرب تعبر عن مكان آخر محدد يمكن بلوغه يوجد فيه عين حمئة تدخل فيها الشمس ويعيش فيه قوم تم تخيير ذي القرنين في تعذيبهم
قارنوا ذلك مع قول امرئ القيس قبل زمن الساجع بعشرات السنين
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها ****لما نسجتها من جنوبٍ وشمألِ
مشرقان ومغربان أم مشارق ومغارب؟
مؤلف القرآن ايضا ذكر المشارق والمغارب في سجعية أخرى
لماذا استخدم مشرقين ومغربين هنا ومشارق ومغارب في موضع آخر؟؟
السبب السجع والقافية. من الاساليب الشائعة جدا في السجع والشعر جمع المثنى لغرض القافية
لضرورة السجع والقافية يمكن ان تقول مشارق ومغارب وتلك احدى الضرورات الشعرية والسجعية المعروفة حيث يتم التكلم عن المثنى بصيغة الجمع. مثل ذلك كلمة فراقد ترد في الشعر بدلا عن الفرقدين و(الْفَرْقَدَانِ) نَجْمَانِ اثنان قَرِيبَانِ مِنَ الْقُطْبِ.
فنيت وافتاني الزمان وأصبحت *** لداتي بنو نعش وزهر الفراقد
وقد استخدم مؤلف القرآن الجمع مكان المثنى في مواضع أخرى إما للقافية وإما للوزن والتفعيلة وإما للمبالغة
كقوله : والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون
فجعل لله أيدي عدة بدل يدين
لكنه جعل لله يدين اثنتين مستخدما المثنى في موقع آخر
قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75)
فذكر يدين اثنتين لله (حذف التنوين بسبب الإضافة إلى ياء المتكلم. تقول عينيَّ ويديَّ ورجليَّ وشفتايَ وكفاي َالخ)
وكقوله :
وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37)
فجعل لله أعين بدل عينين اثنتين
هل تظنون أن بدويا يراقب الشمس او وثنيا يرصد حركة الشمس ليؤدي طقوس عبادته يحتاج الى وحي ليعرف أن نقاط طلوعها تتغير؟
الحقيقة العلمية
يميل خط الاستواء بالنسبة لمستوي مدار الأرض حول الشمس بدرجة مقدارها 23.45 درجة ولذلك خلال الأوقات المختلفة من السنة يختلف مكان خط العرض الذي يتعامد مع أشعة الشمس خلال أوقات السنة مما يولد زاوية مختلفة لمشاهدة الشمس من الأرض
تمكن الاغريق قبل ظهور محمد بآلاف السنين من وضع أسس الحسابات الرياضية لذلك بدقة عالية. وعن طريق هذه المعادلات يمكننا معرفة زاوية شروق الشمس في اي يوم في السنة ومن أي مكان على الأرض. سنعيد استخدام هذه المعادلات ونعطيكم النتائج الدقيقة المذهلة
دعونا نرسم دائرة خط الأفق حيث يكون الشمال الحقيقي هو الدرجة صفر أو 360
ويكون الشرق هو الدرجة 90 والجنوب 180 والغرب 270 كما هو موضح هنا
عن طريق التطبيق التالي الآن سنحسب زاوية شروق الشمس. أدخل خط عرض وطول اي مكان تريد في الأرض وستحصل على قيمة زاوية الشروق طوال العام. الإعجاز الحقيقي هو إعطاء نتائج صحيحة وليس تأليف سجع غامض يحتاج لتأويل يسمكره
بينما التطبيق الشبكي التالي يحسب لنا بنفس الطريقة زاوية الغروب بدقة متناهية. ما عليك سوى ادخال خط عرض وطول اي مكان تريد. لقيم خط العرض جنوبا ادخل علامة سالب قبل الرقم ولقيم خط الطول غربا ضع علامة سالب ايضا امام الرقم. مثلا خط طول نيويورك 74 غربا يجب ادخاله هكذا (-74)هذه الدقة التي وصل لها الاغريق في معادلاتهم مدهشة ولم يكن ينقصهم سوى التقدم التكنولوجي كنظام الجي پي اس لمعرفة الاحداثيات. لكنهم وضعوا كل الرياضيات اللازمة
لاحظوا أنه في المناطق فوق خط عرض 66 أو تحت خط عرض -66 توجد فترات لا يوجد فيها شروق وغروب لأنها إما فترة ظلام دائم أو فترة إضاءة دائمة (تظهر الزاوية في التطبيق بقيمة صفر - وهي لا تعني الطلوع أو الغروب من نقطة الشمال بل تعني أنه لا يوجد شروق وغروب هنا. استخدمت القيمة صفر حتى لا يحدث خطأ في المنحنى عند إجراء الحسابات)
يقودنا هذا إلى خطأ قرآني آخر: اعتقاد مؤلفه بوجود ليل ونهار في كل مكان على الأرض
كان مؤلف القرآن يجهل أن هناك مناطق لا يوجد فيها اختلاف الليل والنهار ولذلك فشل في ذكرها. وعندما تجهل شيئا ما فمن المستحيل أن تذكره. هذه أخطاء الإهمال. مثلها فشله في ذكر أن الأرض كوكب أو أن الشمس نجم
توجد ثلاث حالات لليوم الأرضي حسب خطوط العرض
الأولى يكون فيها اليوم مكون من ليل ونهار ويحدث هذا بين خطي عرض 66 و -66 فقط. وهذا ما ينطبق عليه اعتقاد الساجع الذي عاش في منطقة جغرافية بين هذين الخطين
الثانية لا يوجد ليل أو نهار ولا يختلفان ولا يتعاقبان بل توجد حالة إضاءة دائمة ويحدث هذا فوق خط عرض 66 شمالا في الصيف وتحت خط -66 جنوبا في الشتاء
الثالثة لا يوجد ليل ولا نهار بل يكون هناك حالة ظلام دائم ويحدث هذا فوق 66 شمالا في الشتاء وتحت خط -66 جنوبا في الصيف
الذهان مقابل الجهل
محمد لم يكن فقط جاهلا كبقية أهل زمنه بل كان مذهونا. ورغم أنه استخدم تعبير مشارق ومغارب في سجعية أخرى لكن ذلك كان من باب جمعه للمثنى كما رأينا
مشارق ومغارب هي العبارة البدائية التي يمكن أن يقولها شخص جاهل يظن الشمس هي التي تطلع وهي التي تغرب ويجهل دوران الارض حول نفسها أمام مصدر الضوء الثابت. مشارق ومغارب تدل على الجهل لكنها لا تدل على الاضطراب العقلي. في أيامنا هذه نجد أن الناس لم تعد تستخدم هذه التعبيرات لأنهم يذهبون للمدرسة ويعرفون الحقائق العلمية
لكن مشرقين اثنين ومغربين اثنين تدل على اضطراب عقلي. فكيف وصل لهذا الرقم. لان نقطة شروق الشمس ونقطة غروبها تتغير على مدى 47 درجة وليس فقط درجتين ليقول مشرقين ومغربين؟ جمع الجنون مع الجهل فأنتج سجعا معجونا مجنونا
ورد استخدام المشارق والمغارب كثيرا في الشعر العربي قديمه وحديثه ولكن ليس مشرقين ومغربين
قال أمية بن أبي الصلت:
بلغ المشارق والمغارب يبتغي *** أسباب امر من حكيم مرشد
وقال عنترة:
يا دار عبلة من مشارق مأسل ... درس الشؤون وعهدها لم ينجل
وقال آخر:
بَنُو عمِّكم لمَّا أضاءتْ مشارقٌ ... بكم أشرقتْ منهم علينا مغاربُ
واستمر استخدام هذا التعبير في شعر ما بعد الساجع أيضا يقول المتنبي:
طلعْنَ شُموساً والغمودُ مشارقٌ ... لهنّ وهاماتُ الرجالِ مغارِبُ
ويقول عبدالله بن عباس في تفسير العين الحمئة
وخلق الله لها مشارق ومغارب في قطري الأرض ثمانين ومائة عين في المغرب طينة سوداء فذلك قوله عز وجل فوجدها تغرب في عين حمئة انما هي حمئة سوداء من طين وثمانين ومائة عين في المشرق مثل ذلك طينة سوداء تفور غليا كغلي القدر اذا ما اشتد غليها...الخ المصدر: تاريخ الرسل والملوك للطبري الجزء الأول
خيانة الأمانة العلمية
يلصق الكهنوت المعاصر بالكلمات المعاني التي يريدونها وينتقون انتقاء ويتغاضون عن حقائق مهمة في سبيل التدليس وتمرير الأكاذيب
فهم يتجاهلون تماما أن محمدا كان يعتقد ان المشرقين والمغربين هي أماكن موجودة على الأرض تدخل فيها الشمس وتطلع منها
يعزز ذلك في مكان آخر فيقول
فلما بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا.
فمطلع الشمس مكان على الأرض يمكن بلوغه كما يمكن بلوغ ما بين السدين(فلما بلغ ما بين السدين الخ)
وقوله
حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما.
فمغرب الشمس مكان يتم بلوغه كما يتم بلوغ ما بين السدين والشمس تدخل في عين حمئة وعند هذه العين الحمئة يوجد قوم
واضح الامر لمن يبحث عن الحقيقة أما من يريد البحث عن ترقيعات ومخدرات موضعية فلن يعدمها وسيجد مبررات كثيرة تخفف قلقه وتبقيه في سلالسل العبودية لمجنون مكة وسلالته إلى الأبد
نزل تطبيق الموقع لأجهزة الأندرويد. معكم أينما كنتم
ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
تعريف النبي : في الدين النبي هو شخص يسمع أصواتا لا يسمعها أي شخص طبيعي آخر حتى لو تواجد معه وقتها. ويرى اشياء لا يراها أي شخص طبيعي حتى لو تواجد معه وقتها. ويعتقد أنه المصطفى الذي يصلي عليه الله والملائكة. وهذا التعريف الديني للنبي يتوافق تماما مع التعريف الطبي للاضطراب الذهاني
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
