الليل والنهار خلفة
كان فهم محمد للعالم الخارجي منحصرا في ثقافة زمنه ومتأثرا بأعراض ذهان النبوة. عندما شرع الصلاة من دلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر وحين تظهرون لم يكن يعرف أن الليل والنهار لا يتواجدان دائما على كل الأرض وأن هناك مناطق على الأرض ليس لها ليل ومناطق ليس لها نهار- لم يكن يعلم أن هناك مناطق لا يوجد فيها غسق الليل لشهور طويلة ومناطق لا يوجد فيها فجر لشهور طويلة ومناطق لا توجد فيها ظهيرة لشهور طويلة. كان يظن كل الأرض بل كل الكون مثل مكة ويثرب
وبينما كان يقول للناس أتموا الصيام إلى الليل وكلوا واشربوا حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود لم يكن يعرف أن هناك مناطق لا يوجد فيها ليل طوال رمضان ومناطق لا يمكن تبين الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر طوال رمضان ومناطق لا يوجد فيها لا فجر ولا مغرب طوال رمضان
عندما قال صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته لم يكن يعلم أن هناك مناطق مشمسة طوال رمضان ولا يمكن فيها رؤيته
لم يدرك أبدا أن الليل والنهار يحدثان فقط بين خطي عرض +66 و-66 على الأرض
صورة ذهانية
لا تعود أخطاء القرآن إلى جهل مؤلفه فقط بل ايضا إلى اضطرابه الذهاني. فنجده مثلا يؤنسن الليل والنهار فهما مخلوقان وهما يسبحان ويعرفان الله وينفذان الأوامر التي يوجهها الله لهما
يجب أخذ كل ما قاله القرآن عن الليل والنهار جملة واحدة لنفهم الصورة الكاملة وليس انتقاء عبارات مبتورة ثم محاولة ترقيعها بالتقسيط
النهار والليل مخلوقان مثلهما مثل الشمس والقمر يسبحان في أفلاك
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33)
الليل يغطي كل شيء في الكون والنهار يجلي كل شيء
والشمس وضحاها والليل إذا يغشاها والنهار إذا جلاها
الليل عندما يأتي يغطي النهار والنهار عندما يأتي يسلخ الليل وكأنهما يتسابقان في مدارات
يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا
وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ
إضافة لهذا التصور الساذج استخدم الساجع عبارات نيولوجيزمية لا معنى واضح لها حيرت أتباعه من ساعة تأليفها إلى يومنا هذا
خلفة
قال الساجع عن الليل والنهار في سجعية غريبة مضطربة القدرة على التواصل اللفظي تحتاج للكثير من التأويل والترقيع
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62)
جعل الليل والنهار خلفة لمن يريد الشكر والذكر؟
تحير الجميع منذ البداية. تحير فيها القوم الذين كانت العربية القديمة لغتهم الأم التي يتكلمونها بالسليقة من أبويهم وليست لغة ثانية يتعلمونها في المدرسة كحال المرقعين الجدد الذي لا يجيد بعضهم أحيانا التفريق بين الزاي والذال
بدأ ابن كثير والطبري محاولات اخراج معنى معقول من هذه العبارة المضطربة بالاعتراف بغموضها وعدم وضوحها واضطراب قدرتها على توصيل معنى واضح بالقول
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله:( جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً )
ثم قاما بسرد الصراع اللفظي على معناها وأوردا التخمينات المختلفة. طبعا يمكن لأي شخص التخمين : خلفة يعني مختلفان أو خلفة يعني يخلف أحدهما الآخر أو خلفة تعني الليل خلف النهار ثم تحاول ترقيعها لتلائم كيف خلفة لمن أراد الذكر والشكر وهكذا
وهذا الأمر في واقع الحال تعني شيئا واحدا : اضطراب قدرة الساجع على التواصل اللفظي السليم وهذا الاضطراب علامة في كل اضطرابات الذهان وهو العلامة الموجبة الثالثة إلى جانب الضلالات والهلاوس ويأتي بعدها السلوك النمطي أو الغريب ثم العلامات السالبة كالانعزال في المغارات أو الكلام همسا والطلب من الناس ألا تجهر في حضوره كما يجهرون لبعضهم البعض
لكي يتضح لكم قدر الحيرة والارتباك سأورد لكم بعض الأمثلة من تفسير الطبري أول تفسير قريب من عصر الساجع حيث كان ما زال هناك من عاصره أو عاصر معاصريه
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله:( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً ) يقول: من فاته شيء من الليل أن يعمله أدركه بالنهار، أو من النهار أدركه بالليل.
حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: ثنا يحيى بن يمان، قال: ثنا سفيان، عن عمر بن قيس بن أبي مسلم الماصر، عن مجاهد( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً ) قال: أسود وأبيض.
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو أحمد الزبيري، قال: ثنا قيس، عن عمر بن قيس الماصر، عن مجاهد، قوله:( جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً ) قال: هذا يخلف هذا، وهذا يخلف هذا.
سبب التحير والارتباك
السبب أن كلمة خلفة لها استخدام محدد في العربية القديمة حيث تأتي لبيان حال الفعل. ولو أن الساجع قال وجعل الليل والنهار يأتيان خلفة لما تولد هذا الارتباك لأنها هنا ستبين حال الاتيان.كما أن قوله لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا أربك المشهد بتخصيص علة محددة لجعلهما خلفة وتسمية غرض واحد بعينه.ابتعاد العوام ومنظري القرن ال 21 عن قواعد اللغة الأم وكونها لغة ثانية يتعلمونها في المدرسة يجعلهم لا يدركون حجم الخلل ولكن ذلك لا ينطبق على العرب الأوائل والمفسرين القدامى
إعطاء غرض محدد للظواهر الطبيعية علامة ذهانية شائعة تندرج تحت التفكير السحري/الخرافي. فالشجر مثلا يسجد. والشهب مثلا الغاية منها مطاردة العفاريت. والشمس مسخرة الغرض منها توفير الضوء للبشر. والنجوم الغرض منها تزيين السماء للبدو الرحل وعلامات لهم للسفر. والغرض من الليل والنهار هنا الذكر والشكر. نسبة غرض للظواهر الطبيعية وإضفاء إرادة على قوانين الكون علامة ذهانية شائعة في القرآن. حيث فسر مؤلفه كل الظواهر تفسيرا ذهانيا. فتظهر الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار مؤنسنة وكأنهم بشر يفهمون ويدركون وينفذون أوامر محددة. حتى الجبال تعرف معنى الأمانة وتفاوض وترفض حملها
عدم إدراك المفسرين لاضطراب الساجع ومعاملته كشخص سليم ولد هذه الحيرة والارتباك الشديد في كل سجعية من القرآن تقريبا. ولو عرفوا أن الذهاني يستخدم الألفاظ لدلالات نيولوجيزمية لا يفهمها غيره لوفروا على أنفسهم محاولة اخراج كلام معقول من هرتلات مجنونة
يقول زهير بن أبي سلمى
بِهَا العِيْنُ والآرَامُ يَمْشِينَ خِلْفَةً… وأطْلاؤُها يَنْهَضْنَ مِنْ كُلّ مَجْثَمِ
هذا هو الاستخدام السليم للفظة
فال يمشين خلفة حيث أفادت اللفظة حال المشي. يعني يمشين في اتجاهات مختلفة. لكن لا يمكن القول رأيت الغنم خلفة أو جعلت الإبل خلفة. بل رأيت الغنم يجرين خلفة وجعلت الإبل ترد خلفة. لا بد من فعل قبلها. الخلفة تعود للفعل. خلفة المشي. خلفة الورد. خلفة الذهاب. وهكذا. ولكن ليس خلفة الليل والنهار
الساجع استخدمها في غير موقعها. وهذه إحدى درجات النيولوجيزم. النيولوجيزم تشمل اختراع كلمات جديدة لا معنى لها مثل كهيعص وشيزي وأبا والقارعة والعقبة أو استخدام لفظة معروفة في معنى غير معروف مثل خلفة
وماذا ايضا؟
لكن هذا التصور الذهاني لا يخلو من بدائية جاهلة وأخطاء علمية
هناك حالتان لليوم الأرضي
الأولى هي حالة الليل والنهار : حيث يكون جزءا من اليوم نهارا والجزء الآخر ليل. ويحدث هذا بين خطي عرض -66 و+66
الحالة الثانية هي حالة انعدام الليل والنهار وتنقسم إلى قسمين
الأول حالة الإضاءة المستمرة. يكون اليوم في حالة إضاءة فقط ولا يمكن تقسيمه إلى ليل أو نهار حيث تقع المنطقة طوال الوقت في نصف الأرض المواجه للشمس. ويحدث هذا شمال خط عرض 66 صيفا وجنوب خط عرض -66 شتاء
الثاني حالة الظل المستمر. يكون اليوم في حالة ظلام فقط ولا يمكن تقسيمه إلى نهار وليل حيث تقع المنطقة في نصف الأرض البعيد عن الشمس. ويحدث هذا شمال خط عرض 66 شتاء وجنوب خط عرض -66 صيفا
الفيديو التالي يوضح هذه الحقيقة في شهر نوفمبر. نلاحظ أن المناطق فوق خط عرض 66 مظلمة طوال الوقت ولا يوجد ليل ونهار. وتحت -66 مضيئة طوال الوقت ولا يوجد تعاقب لليل والنهار. فقط ما بين 66 و -66 يوجد ليل ونهار
الفيديو مأخوذ من تطبيق يدعى سن كالك كما أنه متوفر كمصدر مفتوح على موقع آمتشير
في الصورة التالية نرى بقعة النهار ثابتة وبقعة الليل ثابتة ودوران الأرض حول نفسها هو ما يجعل المناطق على الارض تتعرض لحالة النهار وتخرج منها
وفي المناطق شمال خط العرض 66 وجنوب خط العرض -66 لا يوجد ليل ونهار بنفس المفهوم في مكة بل توجد ثلاث ظواهر ضوئية : فترة إضاءة طويلة تمتد لاشهر كلما اتجهنا نحو نقطة القطب وتصل لستة اشهر عن نقطة القطب يقابلها فترة ظلام في الجهة المقابلة. والظاهرة الثالثة تشبه الليل والنهار في المناطق الأخرى لكن بقيم متطرفة حيث يمكن أن يكون أحدهما 45 دقيقة فقط والثاني 23 ساعة وربع مثلا
التطبيق الشبكي التالي يبين طول ساعات النهار على الأرض في أي يوم في السنة طبقا لخط العرض. قم بتغيير قيمة خط العرض وستحصل على عدد ساعات النهار لذلك الخط على امتداد الكرة الأرضية. البيان يمتد من اليوم 0 في السنة ويقابل أول يناير إلى اليوم 365 ويقابل آخر ديسمبر. ليك تحول رقم اليوم في السنة إلى تاريخ استخدم الزر أسفل التطبيق : قم بادخال رقم اليوم ثم اضغط الزر لتحصل على التاريخ. التطبيق مثبت عند خط عرض 80 وبامكانك تغييره لترى النتيجة. ستجد ان الليل والنهار كما فهم الساجع يحدثان فقط تحت خط عرض 66 وفوق خط عرض -66
Change of day length thru the year
عند خط العرض 80 نلاحظ التالي : يتواجد الليل والنهار بمفهوم ساجع القرآن فقط لفترتين قصيرتين من العام هما : الاولى من 19 فبراير إلى 12ابريل والثانية من 29 اغسطس الى 20اكتوبر
من 20 ابريل الى 28 اغسطس تكون المنطقة في مرحلة اضاءة دائمة. لا يوجد ليل ولا نهار. فقط منطقة مضيئة
وفي الفترة 21اكتوبر الى 18 فبراير تكون المنطقة في حالة ظلام دائم. لا يوجد نهار ولا ليل
لاحظ أنه في يوم 12 ابريل حيث حالة الليل والنهار يبلغ طول النهار 22.5 ساعة والليل فقط 1.5 ساعة
وفي يوم 20 اكتوبر يبلغ طول النهار ساعة واحدة وربع الساعة تقريبا. ساعة واحدة على المسلم أن يؤدي فيها صلاة الفجر ثم الظهر صم العصر ثم المغرب ويصوم من تبين الخيط الابيض من الاسود من الفجر ويتمه إلى الليل. شيء مضحك.
في هذه المناطق لا معنى للصلاة الاسلامية لانها لا يوجد فجر ولا ظهر ولا عصر ولا مغرب ولا عشاء. ولا معنى للصيام لأنه لا يوجد ليل ولا يوجد فجر يتبين فيه الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر
هذا ينطبق على كل المناطق فوق خط عرض 66 وتحت خط عرض -66 مع اختلاف فترات الاضاءة والظلام
التطبيق الشبكي التالي يوضح وقت الشروق والغروب في أماكن الليل والنهار كما يوضح المناطق التي ليست في حالة ليل ونهار بل .إما في حالة إضاءة دائمة أو ظلام دائم
اضغط على زر زاوية الشروق أو زاوية الغروب لتحصل على النتائج. كما يمكنك الحصول على احداثياتك إذا أردت
زاوية طلوع وغروب الشمس
مناطق انعدام الليل والنهار
ملاحظة : خطوط العرض موجبة شمال خط الاستواء وسالبة جنوب خط الاستواء
لاحظ أنه عند ادخال قيم فوق 66 أو تحت -66 لا يوجد وقت شروق وغروب لأنه لا يوجد ليل ولا نهار. في هذه المناطق هناك ثلاث حالات لليوم وليس فقط ليل ونهار. حالة الليل والنهار تأتي فترات قليلة في العام وبقية العام تكون هناك الحالة الثانية أو الثالثة : إضاءة دائمة أو ظلام دائم.
في مكة حيث عاش الساجع كان هناك حالة واحدة لليوم : ليل ونهار. ولم يخطر بباله قط أنها ليست الحالة الوحيدة لليوم على كوكب الأرض. بل لم يعرف أبدا أن الارض كوكب
شمال خط عرض 66
جنوب خط عرض -66
نزل تطبيق الموقع لأجهزة الأندرويد. معكم أينما كنتم
ساهم في تبديد الخرافة
ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى
تعريف النبي : في الدين النبي هو شخص يسمع أصواتا لا يسمعها أي شخص طبيعي آخر حتى لو تواجد معه وقتها. ويرى اشياء لا يراها أي شخص طبيعي حتى لو تواجد معه وقتها. ويعتقد أنه المصطفى الذي يصلي عليه الله والملائكة. وهذا التعريف الديني للنبي يتوافق تماما مع التعريف الطبي للاضطراب الذهاني
شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين
التبرع للموقع
اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد
