photo of golden cogwheel on black background

الله بعدسة الراعي

لا يمكن لشخص يفكر بموضوعية وحيادية ألا يرى أن الدين أقرب للاضطراب العقلي من أي شيء آخر. وقد انعكس تفكير النبي المضطرب على سجعيات القرآن فأنتج صورا ذهانية لكائنات تخيلية تجعلك وأنت تقرأ قصص القرآن تجد نفسك في أجواء ألف ليلة وليلة. أخلاقيا تظهر الأرض أرقى خلقا من السماء في السجع المقدس. لقد رأينا الله يبارك قتل طفل بريء لمجرد خشيته أن يغوي أبويه ويروي ذلك كعلم لم يحط به أحد غير القاتل. لا يمكن أن يقدم جريمة كهذه على أنها فضيلة عالية وخلق راق سوى مذهون. ورأينا النبي يدس الصاع في متاع الآخرين في خداع ومكيدة ثم يتهمهم كاذبا بالسرقة للوصول إلى غرضه. قدم النص الدين سلوكا كهذا كعبقرية إلهية وخلق فاضل مبرر

الفضل فيما لا فضل فيه

صور ساجع القرآن الإله وكأنه إنسان منعدم المسؤولية تجاه أفعاله ونسب له الفضل فيما هو ملزم فيه وواجب عليه

تخيل لو أن شركة رمرسيدس صنعت سيارات بدون كشافات ضوء ؟ أو بدون عجلات ؟ أو بدون محرك؟ هل يمكننا أن نلوم السيارات على هذه الأخطاء أم الشركة المصنعة؟

صناعة العجلات والمحرك والكشافات مسؤوليتها وملزمة بها وليست فضلا منها. السيارة بدون المحرك مجرد خردة لا قيمة لها. وكذلك بدون العجلات والكشافات

وماذا إذا تباهت الشركة وتبجحت وقالت للسيارات التي لا تدرك لماذا صنعت ولم تطلب اصلا من الشركة أن تصنعها ولم يتم استشارتها أساسا على شكل سجع مقفى طبعا

ألم نجعل لكم كشافات؟ومحركا وعجلات؟ وهديناكم في الطرقات ؟ فلماذا لا تشكرون وتحمدون الشركة وتعبدون ؟وإذا قرئت عليكم سجعياتنا لا تسجدون؟إنكم أيها الجاحدون لكافرون

والجواب بسهولة لو فرضنا أن السيارات يمكنها أن تجيب

ومن طلب منكم أن تصنعون** إن أنتم إلا تكذبون **هذا هو نتيجة فضولكم ايها المغرورون** حشرتم أنفسكم أيها المتبجحون**ولم نطلب منكم أن تخلقون أو تصنعون** فعليكم لعنة السيارت والقطارات والطائرات والدراجات والسياكل أجمعين

يتضح جليا من هذا الموقف المجازي أن الشركة متدنية أخلاقيا. غير مسؤولة. ومضطربة التفكير ومصابة بوهم العظمة والنرجسية الفارغة

وهذه الصفات هي ما نجدها في تصور النص الديني لله. يقول ساجع القرآن

قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)

يمن عليهم بالابصار؟ وكأنها ليست مسؤوليته أن يتقن صناعته ولو جزئيا؟ وكأنه ديكتاتور له الحق أن يتفاضل ويتسلى بعذاب الآخرين؟ مثلما تمن شركة مرسيدس على سياراتها بكشافات الضوء

ويمن عليهم بالسمع؟ مثلما تمن شركة سامسونج على تلفوناتها بقدرتها على استقبال المكالمات؟ وهي مسؤوليتها ولزام عليها فعل ذلك فبدون قدرة التلفون على استقبال الصوت يصبح مجرد لعبة خردة

ويمن عليهم بصناعة القلوب التي كان يعتقد خاطئا أنها مركز الذاكرة ومعالجة المعلومات؟ وواجب عليه أصلا صناعة القلب وإلا فالانسان مجرد لعبة فاشلة

هذه صورة الله المضطربة في القرآن. ينسب له الفضل فيما هو واجب عليه ويظهر منعدم الأخلاق والمسؤولية وكأنه مجرد بشر يصنع روبوتات

وفي سجعية أخرى يقول كاشفا عن ملعومات يقجمها على أنها مهمة جدا

أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9)

كيف كان يفكر ساجع القرآن؟ وكيف قام بتقزيم الخالق إلى أبعد مدى؟ وماذا فعلت الاديان بعقول الجموع المغيبة من العوام؟

ألا يمكنكم أن تروا أن الدين اضطراب عقلي؟

يمن على الناس بما هو واجب عليه بافتراض صحة الرواية الدينية أنه الخالق؟ كما تمن شركة توشيبا على الكمبيوتر أنها صنعت له ماوس؟ ولوحة مفاتيح ؟ وشاشة ؟ ومعالج؟

ولماذا أتعبت نفسها يا ترى؟ كان سوته مجرد قطعة بلاستيك أحسن

ولو كان ساجع القرآن يعرف وجود الاوكسجين لمن به على الناس؟ ولو كان يعرف أننا نأخذ الاوكسجين لكي نعيش إلى الرئتين لقال

ألم نخلق له رئتين. وحنجرة وشعبتين . ووفرنا له الاوكسجين . مصدرا للطاقة أفلا يتفكرون

لكن ساجع القرآن معذور في الحقيقة. فهو رجل مذهون. وقد عرفت قريش ذلك بسهولة. ولذلك ظل طوال 14 سنة من ادعاء النبوة في مكة منشغلا بمحاولة اثبات صحته العقلية ونفي الجنون : ما صاحبكم بمجنون – ما أنت بنعمة ربك بمجنون – ما بصاحبكم من جنة. وكان جبريل في تلك الفترة مسالما ووديعا وزاهدا في المال وقتها : لكم دينكم ولي دين – لا إكراه في الدين – ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة – ما اسألكم عليه أجرا

وبعد أن توفر له القطيع المغيب الذي يشبه القطيع المتوفر لخامنئي والحوثي وداعش تغير كل شيء حتى جبريل صار متوحشا وجشعا على المال : اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم – الذين يكنزون الذهب والفضة – ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل له – ستدعون إلى قوم تقاتلونهم أو يسلمون . ومالكم اذا قيل لكم انفقوا لا تنفقون

هذه هي الصورة الحقيقية لإله الأديان. وثن تخيلي صنعه البشر وملؤوه بعيوبهم. ليس له أية قوة بدون البشر. يظل البشر بدونه فعالين موجودين ولكنه بدونهم لا شيء. إله الإسلام مثلا ليس له وجود في منغوليا ولا يعرفونه. قبل وجود الإنسان على الأرض لم يكن لأي من آلهتهم أي وجود. بعد ظهور البشر صنعوا الله. وبعد انقراض البشر سيختفي الله من الوجود بلا أثر.

وقد ظهر الله في النصوص المقدسة ككائن مضطرب مريض ومختل

التنصل من الأخطاء والعيوب

ومثلما ينسب النص المقدس للخالق المفترض الفضل في أشياء لا فضل فيها لأنها من صميم واجباته لو فرضنا صحة الرواية الدينية نجد نفس الخالق في النص الديني يتنصل من تحمل مسؤولية أخطائه.

فهو يتبجح بأنه خلق له عينين. لكن عندما يولد الإنسان بعيوب خلقية في العين كالعمى الوراثي لا يتحمل مسؤوليته ويتنصل منها. بينما عندما أنتجت تويوتا سيارت به عيوب في المحرك تحملت مسؤوليتها وسحبتها كلها من السوق

كما أن هذا الخالق المفترض لا يتحمل عيوب صناعته كما يفترض. فصناعته هشة. ومع ذلك يمن على منتجاته بصناعته الهشة. حيث على سبيل المثال عدسة العين من أكثر الأعضاء هشاشة حتى أن نصف سكان الأرض يحتاج لنظارات بسبب عدم قدرتها على أداء وظيفتها مع الوقت أو تحت الضغط. ومع سن الأربعين تفقد قدرتها على التكيف وتختل القدرة على رؤية الأشياء القريبة تقريبا عند كل الناس في عيب صناعي كبير عجز الخالق عن تحديثه وإصلاحه رغم مرور مئات الآلاف من السنين. ومع ذلك يظل يردد ألم نجعل له عينين

مرسيدس افضل منه فهي مع كل جيل تتدارك العيوب وتحسنها وتعمل تحديثات. وهو مستمر في طريقته الخاطئة وإنتاج العيوب وغير قادر على رؤية هذا العيب في الصناعة وتصحيحه وتحديثه

فشل فرضية الخالق في تفسير العيوب الخلقية ليس أمرا صعب الفهم ولاإدراك لو كانوا يتمتعون بحرية التفكير. لكن قيود العبودية تجمد عقولهم

ومن هشاشة الجسد البشري جهاز المناعة

فمن ناحية يظهر التفسير الكهنوتي مضحكا عندما يحاول الادعاء أن الخالق جعل جسدك قابلا للتضرر من الفيروسات والبكتيريا وصنعها لكي تؤذيك ثم اضطر لخلق جهاز مناعة لحمايتك؟ لماذ كل هذا العجز والتخبط؟ كان فقط صنع خلاياك غير قابلة لاستضافة الفيروسات والبكتيريا وجعل بيئة جسمك الداخلي غير ملائمة لحياة ونمو وازدهار البكتيريا والفيروسات ووفر كل هذا اللف والدوران

ومن ناحية أخرى يتميز الجهاز المناعي بخلل أدائي كبير وهو عدم قدرته على التفريق بين العدو الخارجي وبين خلايا جسم الانسان عندما يحصل تماثل جزيئي فنجد هذا الجهاز يقوم بتدمير الجسم في الأمراض المناعية. فمثلا قبل تطور الطب الذي اصلح الكثير من عيوب الخالق كان التهاب الحلق عند كثير من الأطفال اقل من عمر 15 سنة يتسبب في اعتلال الجهاز المناعي الذي يقوم بمهاجمة صمامات القلب ومهاجمة المفاصل وخلايا الجلد ويسبب فشلا في عضلة القلب لأنه لم يعد يفرق بين خلايا الجسد وبين بكتريا الاستربتوكوكاي. انقلاب الخلايا المناعية على الجسم المفترض أنه تحميه وقيامها بمهاجمته عيب لا يمكن أن نصف مرتكبه بالكمال والحكمة والعقل والرحمة إطلاقا

ولا ننسى قابلية الخلايا للتمرد والنمو الشره وتكوين السرطان. حيث تقوم خلايا الجسم نفسه بأكل بعضها بعضا

ناقشنا الكثير من هذه العيوب المريعة في مقالة أحسن تقويم عبر الرابط التالي

تقوم المؤسسة الكهنوتية بتبرئة الخالق المفترض من هذه العيوب القاتلة وتفبرك التبريرات والإجابات المعلبة الجاهزة. لا أعرف كيف يرقعون هذه النقطة ولكني أعرف أن هذا ما يفعلونه هم والجموع المغيبة فاعترافهم بخطأ فرضية الصلصال المنفوخ يعني اعترافهم أن الدين والقرآن والكتب المقدسة مجرد هراء بشري لا قيمة له

فقط تخيلوا لو أن شركة ابل صنعت جوالا يظهر فيه خلل برنامجي ويقوم بمهاجمة نفسه وتخريب الشاشة والمعالج؟ ماذا سيكون رايهم؟ ألن يأكلوها باسنانهم وألسنتهم وهي حية تمشي؟

حمايته من الانتقاد

ولكي تكتمل الصورة الذهانية النرجسية الديكتاتورية الشمولية لإله الأديان نجد النص الديني يحميه من الانتقاد بل ويمنع المتضرر من الاحتجاج والاعتراض ويفرض عليه العبودية المطلقة وتقبل كل الظلم والتجني بصمت ورضا. حتى مجرد الاعتراض الداخلي بينه وبين نفسه سيعرضه للشوي والحرق والسلخ والسلق في جهنم

تخيلوا مثلا النص الدين ينسب الشفاء والمرض لله

وإذا مرضت فهو يشفين

وعندما يصاب طفل صغير بسرطان العظام نتيجة خلل جيني كما في السرطانات الوراثية الناتجة عن خطأ فني في البرنامج الجيني الذي يفترض أن إله الأديان هو الذي وضع شفرته, عندما يصاب هذا الطفل ويتعذب ويذوق المر ثم يموت يجب على أبيه وأمه القبول والرضا والسكوت. مجرد قول عبارة بسيطة مثل لماذا يا رب ستكلفهم الابن الآخر أو الخلود في جهنم

فالله ديكتاتور متوحش لا يقبل الاعتراض على حكمه وحكمته العجيبة الغريبة التي فيها كل شيء إلا الحكمة. ولا يقبل تعبير الناس عن استيائهم تجاه قراراته القرقوشية ولا يعجبه انتقادها

ذلك يثير غضبه ويجعله يزيد الحطب في جهنم استعدادا لشويهم وصنع الكباب والكفتة من أجسادهم

هذه الصورة الديكتاتورية الوحشية لله صنعتها ذهانية الساجع. فهو يكره إظهار أخطائه وفضح أكاذيبه ويحميها بفرض العبودية المطلقة والقبول بالذل والظلم والإهانة وعدم النقاش والاعتراض ولذلك عندما انتصر في بدر وكان لديه أسرى كالنضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط أمر فور رؤيتهم بقطع رؤوسهم لأنهم كانوا يناقشونه فكريا في مكة. هذه الصورة الحاقدة الانتقامية أسقطها على الإله الذي صنعته أوهامه وضلالاته.

صورة الله المستبد الذي يغضب من الاعتراض والاحتجاج انغرست بعمق في نفوس أتباعه ونشرتها مؤسسة الكهنوت عبر العصور حتى صارت جزءا من اللاوعي لتابعي الأديان

يصاب طفل المسلم بالسرطان والمسلم وقد لقنوه أن يتيقن ان الله هو من قدر ذلك ويتيقن ان الله يقدر ان يشفيه فيدعوه بتضرع وتوسل وذل ان يشفيه ولكن الله لا يفعل والسبب الحقيقي أن وجوده كعدمه والأديان مجرد ادعاءات كاذبة فيموت الطفل ويضطر المسلم ان يرضى بكل حزن وقهر واذا قال في لحظة انفعال وغضب لماذا فعلت ذلك يا الله ؟؟ يلوم نفسه ويوبخها لسبب واحد: ان اعتراضه واحتجاجه المشروع تماما يغضب الله مما قد يجعله يرسل السرطان لباقي الاسرة او ينزل كارثة او على الاقل ينتظر لهم ويحتفظ بحقده ويشويهم في جهنم

الله القرآني ليس اكثر من ديكتاتور مستبد لا يقبل الاعتراض والاحتجاج وكل ما يفعله فيه حكمة عظيمة ولكنكم لا تفهمونها. صورة لا تختلف عن هتلر وستالين وكيم يونج. هي في الحقيقة صورة محمد ساجع القرآن تماما

تابعونا على اليوتيوب


نزل تطبيق الموقع لأجهزة الأندرويد. معكم أينما كنتم


قناتنا على اليوتيوب


ساهم في تبديد الخرافة

شارك المقال مع أصدقائك في تويتر

شارك المقال مع أصدقائك في الفيسبوك
HTML tutorial
شارك المقال مع أصدقائك في الواتسب

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

تعريف النبي : في الدين النبي هو شخص يسمع أصواتا لا يسمعها أي شخص طبيعي آخر حتى لو تواجد معه وقتها. ويرى اشياء لا يراها أي شخص طبيعي حتى لو تواجد معه وقتها. ويعتقد أنه المصطفى الذي يصلي عليه الله والملائكة. وهذا التعريف الديني للنبي يتوافق تماما مع التعريف الطبي للاضطراب الذهاني

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

Discover more from Quran Debate

Subscribe now to keep reading and get access to the full archive.

Continue reading