brown pendant lamp hanging on tree near river

وحي الشياطين

ذهان النبوة هو اضطراب ضلالي يؤمن فيه المريض إيمانا راسخا أنه هو المصطفى من قبل السماء

The chosen one

ويرافق هذا الإيمان الضلالي الراسخ هلاوس سمعية تتمحور حول موضوع الضلالة (الاصطفاء) وقد ترافقها هلاوس بصرية مشبعة يفسرها المريض على أنها رؤى إلهية

ضلالة الاصطفاء هي ضلالة عظمة. حيث يؤمن المريض أنه الأعظم. خير البشر وصفوة ولد آدم وسيد الأولين والآخرين على الاطلاق وثاني شخصية في الكون كله بعد الله مباشرة فهو أفضل من كل الملائكة والبشر وكل الكائنات. الملائكة لخدمته وربما الله. وربما يؤمن أن الله خلق كل شيء من أجله

وترافق ذهان النبوة ضلالات أخرى كضلالات المؤامرة وضلالات الغيرة وضلالات خيانة الآخرين ونفاقهم

وعلى عكس الفصام والشيزوفرينيا يتميز الاضطراب الضلالي بعدم تدهور الشخصية وبقدرة المريض على منهجة وتنظيم ضلالاته بشكل مرتب حيث لا يمكن لغير المختص معرفة الاضطراب

ويعرف هذا النوع من الضلالات بالضلالات الممنهجة.

الهلاوس المرافقة

الهلاوس تتواجد في الاضطراب الضلالي بشكل مساعد للضلالة الرئيسية. فمثلا في ذهان النبوة يكون دورها هو تثبيت ضلالة الاصطفاء للمريض وترسيخها في تفكيره . كما تساعد في تثبيت معتقد المريض وتسليته وطمأنته

وغالبيتها سمعية. وتكون على أشكل اصوات تتحدث بلغة المريض وتخاطبه. ويفسرها باصوات كائنات غيبية كالملائكة والجن.

في القرن السابع لم تكن الهلاوس معروفة لدى العرب وكانت تسمى هاتف من السماء

قول شيطان

في بداية سماع محمد للأصوات كان يخاف منها ويرتعب ويعود لبيته وهو يصرخ زملوني دثروني يريد أن يختبئ من الشيطان. وقد قامت خديجة وورقة باقناعه أن هذه الأصوات ليست للشياطين بل للملائكة. وعندما كان يعبر لهم عن مشاعره الحقيقية ويقول لقد خفت على نفسي كانا يغرسان الوهم في أعماقه وينميان وهم العظمة والاصطفاء لديه. ربما صاحب بداية اضطرابه وجود هلاوس بصرية ايضا. اعتزاله في مغارة بعيدة على جبل ناء تحرمه من المحفزات الحسية التي تتوفر بالعيش وسط الناس وتهيؤه للهلاوس. وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الحرمان من المحفزات الحسية يمكنه توليد هلاوس بصرية وسمعية في فترة زمنية قصيرة جدا

وتوضح الدراسة المورد رابطها أعلاه أن هناك أناس لديهم قابلية أكثر لأنتاج الهلاوس وتصديقها. لكن الحرمان من المحفزات الحسية ولد هلاوسا حتى عند الذين ليس لديهم هذا الميول الوراثي

ومحاولة لفهم ما يحدث يحاول الذهاني تفسير مصدر الاصوات.وقد نشأ لدى محمد تفسير ضلالي للاصوات التي يسمعها. الأصوات التي ترفع مزاجه كان ينسبها للملائكة والأصوات التي لا تعجبه يسميها الآيات الشيطانية ويحذفها من سجعياته تاركا مكان الحذف فارغا ومبتورا في اثر واضح كما نرى في قوله : أفرايتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى **الكم الذكر وله الأنثى تلك إذن قسمة ضيزى.هل لاحظتم البتر والتفكك وعدم الترابط في هذه السجعية؟ ذلك لأنه حذف المقطع الذي نسبه للشيطان

لكن بتأمل سجعيات محمد نجده كان يصارع نفسه كثيرا في حقيقة الأصوات ويحاول أن يصنفها شيطانية وملائكية ونشأ صراع داخلي تولد من ارتيابه أن تكون كلها شيطانية. فكان كثيرا ما يقول لنفسه مطمئنا ومسكتا شكوكه هذا ليس كلام الشيطان بل كلام الملائكة. قال في إحدى سجعياته:

وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ

 كان دائما ينفي عن نفسه صفة الجنون وعن الأصوات التي يسمعها أن تكون اصوات الشياطين. يعبر ذلك عن شك داخلي وارتياب ذهاني دائم يجعله دائم الشك ليس فقط في الأصوات بل فيمن حوله.

وقال في سجعية أخرى:

فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ

نسبه للملائكة ناسيا وجود الله في خضم صراع نفسي رهيب. اقنع محمد نفسه بأن ما يسمعه من أصوات تعود للملائكة. وقليل منها يعود للشياطين مثل سجعية الغرانيق العلى. ساعده في البيت دعم خديجة وورقة وأبي بكر. ثم أهل يثرب الذين رسخوا في دماغه وهم التمكين والنصر الإلهي فثبتت ضلالته بشكل عميق. والظروف المناسبة تثبت الوهم حتى في الشخص السليم فما بالكم بالمصاب. وقد ثبتت الظروف أوهام الخميني وأوهام الحوثي وأوهام ميرزا غلام قاديان

التفسير الذهاني

يدخل المصاب بذهان النبوة تفسيره للاصوات التي يسمعها لوحده ولا يستطيع أحد غيره سماعها في منظومته الممنهجة للضلالات. وتنازع هذا التفسير كما راينا كائنان تخيليان لدى محمد الأول هو الملائكة والثاني هو الشياطين.

ولكي يقنع محمد نفسه أن الاصوات التي تخاطبه هي أصوات الملائكة عليه أن ينشئ مبررا وجوابا يقنع به نفسه لماذا لا تكون أصوات شياطين تدعي أنها ملائكة؟. فكان الحل في تفسيره الضلالي للشهب. حيث فسر الشهب تفسيرا خرافيا ضلاليا وهو أنها ترجم الشياطين الذين يحاولون التنصت على الله ومعرفة السجعيات لنقلها إليه. والغالب أن هذا التفسير نشأ ذات ليلة شاهد فيها شهابا يسقط فحفز المشهد الطبيعي مشهدا هلوسيا لمجموعة من الشهب تسقط من كل جانب لتكون دائرة ففسرها على أنها دائرة في مركزها عفريت تضربه الشهب من كل جانب. طبعا هذا مشهد لا يحدث في الطبيعة. أن تسقط مجموعة من الشهب من كل جانب. في الغالب هي تأتي من جانب واحد. لكن محمد أكمل المشهد الطبيعي بمشهد هلوسي بصري جعله يراها تسقط من كل جانب. تسمى الهلاوس التي تنشأ نتيجة مشهد طبيعي بحيث يظل المشهد الطبيعي جزءا من الصورة بالهلاوس الوظيفية.

functional hallucinations

وإذا ولد المشهد الطبيعي هلاوس واختفى من الصورة تسمى بالهلاوس الانعكاسية

reflex hallucinations

وهذه هي السجعيات التي تصف مشهد الشهب تسقط من كل جانب

إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)

طبعا لم يكن يفرق بين الكوكب والشهاب والنجم. وكان يعتقد أنها تتقفز مطاردة للجن. ومع ذلك ما زال هناك من يستطيع أن يخطف خطفة ويستغفل الله وينطلق الله وراءه يرجمه في مشهد كرتوني من توم وجيري

إذن محمد يقنع نفسه أنه لا يمكن أن تكون الشياطين هي من نقل هذه السجعيات لأنها لم تتمكن من سماعها بسبب الشهب. يقول مخاطبا نفسه فقط ومحذرا لها من تصديق الشياطين ومن الرضوخ للشكوك ويهدد نفسه بالعذاب في هذا الخصوص

وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)

هذا خطاب مع الذات يخفي خلفه صراعا داخليا عنيفا

يحاول أن يؤكد لنفسه أن الشياطين ليست من نزل له بهذه الاصوات التي يسمعها. ويحاول أن يمرر هذا القول كحقيقة ثابتة

هذه هلاوس صوتية تخاطبه مباشرة وتحذره وتهدده. إنه يقنع نفسه أن الاصوات ليست اصوات شياطين وينشئ فكرة خرافية لتعليل ذلك وهو أنه من الآن وصاعدا هناك شهب لمنع الشياطين من سماع السجعيات ونقلها إليه

تأمل السجعيات المكية بعمق يمكنه أن يوضح لنا الصراع الذي كان يدور في ذهن محمد والأفكار التي كانت تنتابه

هذه الضلالة ولدت لدى مؤلف القرآن فكرة خاطئة عن الشهب. حيث اعتقد أن سبب ظهورها هو رسالته وأنه قبل رسالته كانت الجن تستمتع وتتنصت على الله ولا يوجد اي شهب لرجمها. لم يكن يدري أن الشهب ظاهرة طبيعية لا تهتم بالاصوات التي سمعها ولا الضلالات التي تنشأ وأنها موجودة على الارض وعلى الكواكب الأخرى وقبل ظهور الانسان بمليارات السنين وكانت في الماضي أكثر وأغزر ملايين المرات من زمنه

يقول مؤكدا هذه الفكرة الضلالية في سرد لبعض الاصوات التي نسبها للجن

وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9)

قبل بدء سماعه للاصوات كانت الجن بشكل طبيعي وعادي مسموحا لها أن تأخذ مقاعد للسمع على مقاهي السماء ولا توجد اي شهب رصد لكن الآن انتهى زمن المقاهي ومقاعد السمع ومن يستمع سيجد له شهابا رصدا. اعتقاد ضلالي غريب يكفي بمفرده لتثبيت تشخيص الاضطراب الضلالي وذهان النبوة

أصوات وليس صوتا واحدا

رغم محاولة محمد نسبة هلاوسه إلى الروح القدس محاولا مزامنة معتقده مع المعتقد المسيحي إلا أنه لم يركز ونسي ذلك في سجعيات كثيرة موضحا أنه كان يسمع صوت أكثر من كائن وأن الأصوات كانت أنثوية. وتأنيثه لمصدر الاصوات جعل قريش تقول له لماذا الملائكة إناث فيغضب وينفي ويقول من قال ذلك؟ وهو الذي قال دون أن يركز.

ومن السجعيات التي اعترف فيها بوجود أكثر من صوت يلقى عليه قوله

فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6)

فليس هناك ملقية واحدة بل ملقيات. وليسوا ملقين ذكور بل ملقيات بالتأنيث. تلقي عليه الذكر. والذكر هو أحد الأسماء التي أطلقها محمد على سجعياته التي يسمعها كاصوات لا يسمعها أحد غيره. وقال مؤكدا هذه الفكرة في سجعية أخرى

وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3)

التاليات وليس التالية. وليس التالين. وليس التالي. أكثر من واحدة تتلو عليه الذكر.

التأنيث هنا ليس لفظيا طبقا لقواعد اللغة. التأنيث اللفظي لا يجمع. قال االملقيات وليس الملقية. كما قال التاليات وليس التالية. في التأنيث اللفظي تأتي الصفة مفردا فنقول هذه السيارات سريعة. وليس سريعات. لكننا نقول هؤلاء النسوة سريعات ولا نقول سريعة.

الساجع هو من عامل الملائكة على أنها إناث وجمعها جمع مؤنث سالم ككائن عاقل مؤنسن

لو كان الساجع يريد تأنيثا لفظيا فقط لقال الملقية ذكرا ولكنه قال الملقيات والتاليات والمرسلات والنازعات والسابحات والمدبرات.

وقريش تعرف لغتها. ولذلك قالت له كيف تجعل الملائكة إناثا؟ لماذا لا تقول والملقين ذكرا والتالين ذكرا أو حتى والملقية ذكرا والتالية ذكرا؟. وكأي ذهاني تفاجأ بحجة معارضيه أنكر ولكنه لم يوضح موقفا محددا وقال هل معقولة الله يعطيكم ذكورا ويخص نفسه بالإناث؟؟

 عبارات مثل التاليات ذكرا والملقيات ذكرا تؤكد أن الهلاوس التي كان يسمعها لم تكن صوتا واحدا بل أكثر من صوت فسرها على أنها أكثر من كائن وسماهن الملقيات والتاليات ذكرا. وتعدد الاصوات هو الاكثر شيوعا في الهلاوس السمعية

الشياطين تملك خاصية التلاوة

وحكاية التاليات ذكرا تقودنا مرة أخرى إلى صراعه الداخلي حول حقيقة الاصوات التي يسمعها. فطريقة سماعها من الملائكة هو التلاوة والإلقاء : التاليات والملقيات. الملائكة يمتلكن بنظره خاصية التلاوة والإلقاء

وطريقة سماعها من الجن هو ايضا التلاوة. فالشياطين في نظر محمد تمتلك خاصية التلاوة ايضا. هذا الاعتقاد حدث لأن محمد اعتقد أنها تتلو عليه بعض السجعيات وخاصة السجيعات الشيطانية التي لم لا تعجبه

يقول محمد مؤكدا أن الشياطين ايضا تتمتع بخاصية التلاوة

وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ

الشياطين تتلو (يفسر محمد اصواتا (هلاوس سمعية) يسمعها ولا يرى المتحدث ولا يسمعها أحدا غيره على أنها تلاوة الشياطين. الشياطين قادرة على تلاوة نفس السجعيات)

التخابر مع الجن

نشأت لدى محمد ضلالة أخرى متفرعة في نظامه الممنهج من الضلالات التي هدفها الحفاظ على نظام معتقدي محدد يؤمن به وهي التخابر مع الجن. وهذا هو تعريف الضلالات الممنهجة طبقا لمرجعية اكسفورد:

An organized cluster of delusions arising as ramifications of a single basic delusion in order to preserve a coherent or logical belief system

تنشأ الضلالات الممنهجة لغرض الحفاظ وعقلنة نظام إيمان محدد يؤمن به المريض. هذا هو التعريف كما ترون

محمد يؤمن أن اليهود يتلقون تلاوة الشياطين. وأنه اتبعوا ما تتلو الشياطين. لكن هو اتبع ما تتلو الملائكة.

الصراع الداخلي واضح في محاولات فهمه للاصوات التي يسمعها : هناك كائنات ملائكية تتلو الذكر  وهو اتبعها – التاليات ذكرا – وهناك كائنات شيطانية تتلو ايضا اتبعها اليهود. محمد يعتقد أن اليهود يسمعون اصواتا مثل التي يسمعها لكنها ليست ذكر

اتهامه لليهود بسماع اصوات تلاوة اتهام غريب. يوضح مدى تعمق مرض محمد. وكأن اليهود ليسوا بشرا مثل الآخرين. نشأت هذه الضلالة لديه بسبب عدم استجابة اليهود له فكان لا بد من تفسير يدخله في منظومة الضلالات الممنهجة التي تحافظ على نظامه الإيماني.لماذا لا يصدقون؟ فكان التفسير أنهم يستمعون للآيات الشيطانية التي قام هو بحذفها ونسخها وتثبيت الآيات الملائكية التي سمعها من التاليات ذكرا وتلقفها من الملقيات ذكرا

صورة مرض محمد واضحة جدا والتشخيص واضح دون أي عناء.

الجن تعقد اجتماعات مغلقة

إيمان محمد بقيام الجن بتلاوة آيات على اليهود قاده إلى إنشاء ضلالة أخرى ضمن نظامه الممنهج من المعتقدات الهذيانية وهو أن اليهود يقومون بعقد اجتماعات مغلقة مع الشياطين تهدف للتآمر ضده. يقول في هذا الخصوص

وَإِذَا لَقُوْا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤون

يقوم اليهود بالاختلاء وإجراء لقاءات سرية مع الشياطين ويتهامزون ويتغامزون ويتكلمون عن محمد من وراء ظهره. والتكلم من وراء الظهر ضلالة شائعة تسمى في الطب النفسي بضلالات الإشارة. وكما نرى هذه العلامة موجودة في القرآن كبقية العلامات الأخرى للاضطرابات الذهانية

من كتاب فيش للسايكوباثولوجي:

In delusions of reference the patient knows that people are talking about him, slandering him or spying on him. It may be difficult to be certain if the patient has delusions of self-reference or if he has self-referential hallucinations. Ideas and delusions of reference are not confined to schizophrenia and can occur in depressive illness and other psychotic illnesses

يملأ الشك قلب المريض الذهاني بسبب ضلالات المؤامرة. ولذلك يشك في كل شيء. اليهود يقولون كلاما هنا وعندما يرجعون يتحدثون مع شياطينهم ويشرحون لهم أنهم فقط يستهزئون

هذا الشك دفع محمد لاتهام بعض أتباعه بالتآمر مما نتج عنه نشوء جماعة اكتشفت كذبه وقام بتسميتها بالمنافقين.

كيف نشأت جماعة المنافقين

كاي مريض ذهاني كان لدى محمد تفسير غريب للأمور. يميل الذهاني إلى التفكير بطريقة غريبة الأطوار كما أنه يفسر الراي الآخر على أنه مؤامرة.

يشرع محمد مثلا التحية بعبارة : السلام عليكم. فإذا جاء أحد وحياه بغيرها كصباح الخير أو عمت مساء بدأ يشك ويقول لماذا لم يقل السلام عليكم إذن هو ليس مصدقا لي بل يتظاهر.

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8)

حيوك بما لم يحيك به الله. هذا دليله الذي ثبت به ضلالته. هكذا عرف أنهم يتناجون عنه. استخدام قرينة ما من قبل الذهاني لاثبات ضلالته لنفسه أمر شائع جدا. الذهاني المصاب بضلالة الخيانة الزوجية إذا رأى الستارة مفتوحة استخدمها كدليل قاطع على خيانة زوجته له وهكذا. استخدامهم لتحية مختلفة دليل قاطع على تآمرهم عليه.هذه السجعية بالذات غنية بالعلامات الذهانية. النجوى هي التخاطب سرا.ومحمد نهى عن النجوى. والنهي في القرآن تحريم والأمر فريضة. تخيلوا محمد يحرم التسارر. يجعل التخاطب سرا أمر منهيا عنه. وذلك بسبب ضلالات الإشارة. المريض الذهاني إذا رأى شخصين يتسارران يعتقد أنهما يتكلمان عنه بالسوء. لذلك لم يطق النجوى وحرمها ويريد أن يسمع كل شيء حتى يطمئن.

ويقولون في أنفسهم  لماذا لا يعذبنا الله؟ عبارة يقولون في أنفسهم علامة نموذجية متكررة. يكرر المذهونون هذه العبارة كثيرا عمن يعتقدون أنهم يتكلمون عنهم بالسوء : يقولون في أنفسهم. بلغ الارتياب ذروته. في تصورمحمد هؤلاء تحدثوا عنه بالسوء سرا ثم لأن الله لم يعاقبهم قالوا لماذا لا يعاقبنا الله وبالتالي يعتقد محمد أنهم يؤمنون أنه كاذب. فيلم كامل أنشأه محمد من واقع أوهامه وهلاوسه. يقولون في أنفسهم

ومما ساعد ايضا في إنشاء جماعة المنافقين تصرف محمد الغريب تجاه الألفاظ. حيث اعتقد أن للألفاظ قوى خاصة وأن بعض الألفاظ يجب ألا تقال وأن من يقولها منافق. فمثلا نهاهم عن كلمة راعنا وأمر باستخدام كلمة انظرنا. فإذا استخدم شخص كلمة راعنا تشكك محمد وتساءل لماذا قال راعنا وصنفه كمنافق. لا يمكن تفسير محمد للنهي عن كلمة راعنا إلا بالذهان مهما تحذلق المرقعون ودلسوا

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)

ونستطيع الآن أن نعرف بسهولة كيف اكتشف بعض أهل يثرب كذب محمد وتراجعوا عن تصديقه. لو كنت أنت مكانهم لفعلت المثل. تخيل نفسك مؤمنا بمحمد ومصدقا لاقواله وفي أحد المواقف ابديت رأيا لم يعجبه أو قلت راعنا لأنها لهجتك أو قلت عمت صباحا بدل السلام عليكم فاستنتج هو فورا أنك غير مؤمن به. ستعرف أنه يستنتج من رأسه. وستعرف أنه لو كان صادقا ويتلقى الوحي لعرف أنك مؤمن به ومصدق لمزاعمه. الآن ظهرت لك الحقيقة وتأكدت أنه كذاب ولن تؤمن به بعد ظهور حقيقته لك. وعندما يتهم محمد أشخاصا من أتباعه أنهم قالوا في أنفسهم كذا وكذا وانهم غير مؤمنين عكس الحقيقة سيعرفون وقتها أنه كاذب. وهكذا صنع محمد بنفسه جماعة من اهل يثرب عرفت حقيقة ادعاءاته

اتهام محمد لمجموعة من الناس مؤمنه به ومصدقة له أنها ليست مؤمنة كشفت حقيقته لهم وعرفوا أنه يستنتج من رأسه وأنه لا يوجد وحي ولا علام الغيوب ولا يحزنون

الشياطين أيضا تمارس الوحي

بالنسبة لمحمد الملائكة ليست المصدر الوحيد للوحي بل الشياطين ايضا. مرة أخرى نتج هذا من صراعه الداخلي في تفسير هلاوسه هل هي من الشياطين أم من الملائكة. يقول مبينا معتقده الهذياني هذا:

وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ – الانعام 121

الشياطين تمتلك خاصية الوحي ايضا. إنه تفسيره للاصوات. اعتقد أن الذين يناظرونه ويدحضون حججه يتلقون وحيا من الشياطين تعلمهم. هذا المعتقد الغريب يوضح لنا جوانب عديدة في مرض محمد الذي لا يجب أن يخفى على أحد حيث تكتمل كل معايير التشخيص

في الحقيقة الهلاوس السمعية حيرت محمد كثيرا. ولذلك لم يفرق اطلاقا بين قدرات الشياطين وقدرات الملائكة بسبب أنه ان لديه ارتياب كبير في تفسيرها. وكان كثيرا ما يؤمن أنها من الشيطان. وقد بلغ الارتياب ذروته حينما حاول التأكد من حقيقة الأصوات التي يسمعها من اليهود. حيث صار سؤال اليهود أوثق من رؤية جبريل ورؤية الله عند سدرة المتهى ومن رحلة الاسراء وغيرها حيث قال :

فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95)

كيف يكون سؤال اليهود أوثق ما يمكن الحصول عليه؟ هذا يوضح لنا أن كل ما خبره محمد لم يكن سوى هلاوس يراوده التشكك بها والارتياب. لو كان هناك مشهد واحد حقيقي لما خامره الشك مطلقا.

ولذلك كان يشك هل هذه الأصوات تعود لملائكة أم لشياطين. وصارت الشياطين تمارس التلاوة مثل الملائكة وتمارس الوحي.

الشياطين أيضا هي رسل ربك

وكما يتم إرسال الملائكة يتم ايضا ارسال الشياطين. فخاصية الارسال ايضا قدرة تتمتع بها الشياطين. يقول موضحا معتقده بقدرة الشياطين أن تكون رسلا من الله:

أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83)

الله في النظام الهذياني لمحمد يرسل الشياطين مثلما يرسل الملائكة. لكن الشياطين ترسل للكفار. وهو مسلم إذن ترسل له الملائكة. إذن الاصوات التي يسمعها هو اصوات الملائكة وليس الشياطين. أحد الاسباب أن الشياطين ترسل للكفار وهو مسلم. والثاني أن الشياطين لم تعد تستطيع التجسس على الله

تنزل الشياطين من السماء

في نظام محمد الممنهج من الضلالات الملائكة تتنزل من السماء.

تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)

ومثلها تماما تتنزل الشياطين. الشياطين مثل ما لديها خاصيات التلاوة والوحي و الارسال لديها ايضا خاصية التنزيل

هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223)

لكنها تتنزل على الكفار مثلما تتنزل عليه الملائكة. ولاحظ عبارة يلقون السمع. لقد كان هلاوس محمد سمعية في الاساس. وهيمنت عليه حاسة السمع ولذا ظهر عليه التحيز السمعي. قوله يلقون السمع تأكيد مباشر على تفسيره للهلاوس السمعية

الإلقاء هي الصفة التي ربطها محمد بالأصوات التي يسمعها – هلاوسه السمعية. سنلقي عليك قولا ثقيلا , ألقى الشيطان في أمنيته , الملقيات ذكرا

ولاحظ اعترافه أن بعض اصوات الجن صادقة (وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ). ما زال الشك يساوره ويزلزل أركان نظامه الإيماني. هناك آيات شيطانية صادقة. يلقون السمع وأكثرهم كاذبون. أكثرهم وليس كلهم. لأن بعضهم صادق. وقد سمى محمد بعض هذه الهلاوس الشيطانية الصادقة بهمزات وتعوذ منها:

وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)

أن يحضرون. توضح هذه العبارة ضلالة ذهانية شائعة تسمى

Felt presence

وهو إحساس المريض أن هناك كائنا حاضرا معه في نفس الغرفة أو المغارة أو المكان.

وهكذا نرى وجود العلامات الذهانية بشكل لا يقبل الجدل في القرآن.

كان محمد يعيش في عالم خرافي تملؤه الجن والشياطين والاشباح والكائنات الفضائية مثله مثل أي مجنون آخر. الفرق الوحيد أن هناك من يصدق أنه لم يكن مجنونا وأن تشخيص أهله واقاربه له عند بداية مرضه لم يكن صحيحا. والحقيقة أن تشخيص قريش كان صحيحا

 في الحقيقة لا يمكن تصور كيف يمكن لشخص عاقل بعد أن يفهم الحقيقة أن يؤمن بتخاطب كائنات فضائية مجنحة مع رجل في مغارة. كيف يقبل العقل السليم هذه الفكرة الذهانية وكيف يؤمن بها عدد كبير من الناس. الإيمان رغم وضوح خطئه إلا أنه ظاهرة بشرية مثيرة للاهتمام

ساهم في تبديد الخرافة

شارك المقال مع أصدقائك في تويتر

شارك المقال مع أصدقائك في الفيسبوك
HTML tutorial
شارك المقال مع أصدقائك في الواتسب
إعلانات- Advertisements
كوللاجن انتسيف … مركب يحتوي على المواد اللازمة لتجديد الكوللاجن الطبيعي كما يحفز الجلد على إنتاجه مما يساعد على إزالة التجاعيد الخفيفة وتقليل ظهور التجاعيد وخطوط الوجه وتقليلها ويساعد في تخفيف الأكياس تحت العين ويساعد على الحفاظ على منظر شاب. يفيد بشكل خاص الفتيات بين عمر الـ35 والـ 60 عاما
بروفوليكا … منتج لإعادة نمو الشعر وإيقاف التساقط. ينفع بشكل أفضل عندما يستخدم في بداية تساقط الشعر أو عندما يلاحظ خفة نمو الشعر. يعالج بروفوليكا السبب الرئيسي في تساقط الشعر لدى الرجال وهو زيادة افراز الدايهيدروتيستيرون. كما أنه يمنع نمو البكتيريا الضارة لبشرة الرأس ويساعد على إحياء الحويصلات
جين اف20 … يساعد هذا المنتج جسمك على افراز هرمون النمو مما يمكنه من مقاومة علامات التقدم في العمر وابطاء تسارع الشيخوخة. تناوله ينتج في مظهر أكثر شبابا وفي عضلات اكثر مرونة
كما انه يسرع الاستقلاب ويقوي الرغبة الجنسية ويساعد في مقاومة الخمول

تطبيق اندرويد
Download@GooglePlay
حمل تطبيق الموقع من متجر جوجل

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

إحصائية اللادينيين في الموقع

نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا


التبرع للموقع


اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد


Donate Button with Credit Cards

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

Discover more from Quran Debate

Subscribe now to keep reading and get access to the full archive.

Continue reading