كيف استطاعوا منع الله

لمن لا يعرف لا يحتاج التشخيص في الطب النفسي لأكثر من تحقق معاييره الاكلينيكية. ولكي يتم تشخيص اضطراب ذهاني كذهان النبوة مثلا لا نحتاج إلا للمعايير اللازمة وهي:

المعيار الأول

وجود اعتقادات راسخة لدى المريض ليس لديه أي برهان عليها بل أحيانا يكون هناك دليل عىل النقيض لها. مثل اعتقاده أن النمل تكلم وقال يا أيها النمل ادخلوا. أو أن الهدهد سجع وقال من سبأ بنبأ. أو أن شخصا جلس في النيران ولم يتأذ. أو أن العذراء تلد. أو أن الله يرسل شبحا ينفخ في فروج العذارى فيحملن. وأنه سافر لآخر الكون على ظهر بغلة مجنحة.كل هذه تسمى ضلالات. لأنها اعتقادات راسخة في دماغ المريض لا يوجد عليها أي دليل. بل يوجد دليل على عكسها.فالدليل ثابت على أن النمل ليس لديها الآليات البيولوجية الكافية للغة فليس لديه مراكز ترميز ولا مراكز لغة ولا قدرة تفكيرية وليس لديه حبال صوتية لتقول شيئا فيتبسم شخص من قولها. وكذلك بقية هذه الخزعبلات. كما أن المذهون ايضا يعاني من اعتقادات أخرى راسخة منها ضلالات عظمة مثل أنه افضل واحد في الكون وأن الله يتخاطب معه وأنه يتكلم مع حيوانات فضائية مجنحة وأن الله والملائكة تصلي عليه وأن الجن تستمع له الى آخر الخزعبلات التي يعرفها كل المسلمين

المعيار الثاني

المعيار الثاني هو إدراك محسوسات بدون ان يكون لها وجود في الواقع. فيسمع المذهون أصواتا لا يسمعها غيره ولو كان موجودا بجواره ويرى أشياء لا يراها غيره ولو كان متواجدا معه. وتسمى طبيا بالهلاوس. نحن نسمع عندما يكون هناك موجات صوتية تصل الى طبلة الاذن فتهتز وتنتقل الهزات الى الاذن الداخلية فتثير العصب السمعي فينقل النبضات العصبية لمركز السمع. المذهون يحدث عنده ان يتم تنشيط الخلايا العصبية في مركز السمع دون ان يكون هناك اي نشاط قادم من العصب السمعي فيسمع اصواتا تبدو له كأنها حقيقية وكأنه يسمع من خارج جسده وبأذنيه وهي ليست كذلك. وكذلك الهلاوس البصرية. لو كان هناك مصدر خارجي للموجات الصوتية او الموجات الضوئية لسمعها الكل ورآها الكل. وهذا ما حدث مع كل من ادعى النبوة. كابد من الهلاوس السمعية والبصرية ولم يكن هناك طب نفسي وقتها فمرت هذياناته على الناس

المعيار الثالث

خلل التواصل اللفظي. وأي كلام يحتاج لتفسير أو تأويل فهو كلام مختل من ناحية التواصل اللفظي.أي نص غير مكتف بذاته ولا صالح وحده بمفرداته ولا مفهوم من دلالاته وحدها ويحتاج لفتح قوسين واضافة عبارات افتراضية وجمل تقديرية فهو يعاني من خلل التواصل اللفظي. ويكفيك فقط أن تقرأ : وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء. افتحوا تفسير الطبري أو تفسير ابن كثير وانظروا العجب العجاب من محاولة اعطائها معنى عقلانيا وتأملوا كمية العبارات الافتراضية والجمل التقديرية وعدد الاقواس المفتوحة. تخيلوا شخصا يقول لكم : إن خفتم ألا تعدلوا في اليتامى فانكحوا ما لذ وطاب من النساء. ان خفتم الا تنجحوا في الامتحانات فانكحوا ما طاب لكم من النساء. ما طاب. وإذا راجعتم مقالاتنا عن الشذوذ اللغوي الذهاني ستجدون القرآن مكتظا بعلامات خلل التواصل اللفظي

المعيار الرابع

ظهور سلوكيات غريبة الاطوار. كترديد الجملة الواحدة حتى يقول الناس ليته سكت. كالتكلم بالسجع : فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة فك رقبة. هلك عني ماليه ما اغنى عني سلطانيه يا ليتني لم اوت كتابيه.افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا والناس نيام. والتين والزيتون وطور سينين

المعيار الخامس

السلوكيات السالبة مثل الانعزال عن الناس في مغارة نائية لفترات طويلة والبقاء داخل مغارة مظلمة

لا يشترط للتشخيص وجود كل هذه العلامات بل بعض منها. فالفصام مثلا يكفي وجود علامتين من هذه العلامات الخمس. أما الاضطراب الضلالي مثل ذهان النبوة فيكفي وجود المعيار الاول فقط. بالنسبة لساجع القرآن توجد معظم المعايير

كيف قيدوا قدرة الله على التصرف

وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ الاسراء 59

صورة الله في القرآن صورة متناقضة حسية ومتقلبة

يختلف المريض الذهاني في تفكيره عن الشخص السليم ويختلف طريقة مناقشته للامور المنطقية

أحد هذه الاختلافات تكمن في سيطرة التفكير الحسي على التفكير المجرد.

ولتتوضح هذه الفكرة دعونا نتأمل التالي: أكد الساجع مرارا وتكرارا أن الله كائن مطلق القدرة لا يقف شيء في طريقه ولا يعجزه شيء أي شيء في الأرض ولا في السماء

إذن هذه القدرة المطلقة تنطبق على كل شيء. لكن الذهاني يغفل عن تطبيقها على الاشياء المجردة وينتبه أكثر للأمور الحسية. الله أقوى من قريش ومن الفرس والروم والجن. لكنه ليس كذلك أمام الأمور المجردة. مثل تكذيب الأولين. فتكذيب الأولين يستطيع أن يمنع الله من إرسال الآيات

وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ

الاسراء 59

فبينما لن تستطيع قريش أو اليهود أن يمنعوا الله من أي شيء في نظر الساجع. لأنهم محسوسون وليسوا اشياء مجردة. والذهاني يستطيع أن ينتبه لذلك

لكن تكذيب الأولين شيء مجرد. والذهاني ضعيف في التفكير المجرد ويمكن أن يفوته. لذلك لم ينتبه أن الله صاحب القوة المطلقة تم منعه من قبل هذا الشيء المجرد على فعل شيء مهم وهو إرسال الآيات ودعمه بدليل

تناقض فكرة أن الله قادر على كل شيء مع كونه تم منعه من إرسال الآيات باي مانع كان عن أمر لا نحتاج لشرحه لشدة وضوحه

ومن العلامات الذهانية ايضا في السجعية أعلاه أنسنة الكائنات الخارقة. إذ بالرغم من ادعائه امتلاكها للقدرةالمطلقة إلا أنه يعاملها كإنسان

وذلك لأن الذهاني يعجز عجزا كاملا عن إخراج فكرة الله من الإطار الحسي الى الإطار المجرد ويصر على معاملته كإنسان. فنجد قدرات الله محددة بظروف الناس ومستوى فهمهم وقدراتهم. الله لدى الشخص الذهاني محدود القدرة ومقيد بحدود القدرات البشرية.

وبسبب ذهانية المؤسس الأول نجد أنه تم اعتناق طريقة تفكيره المتناقضة هذه من قبل مؤسسة الكهنوت من بعده 

فالله مثلا لدى الكهنوت المعاصر إنسان كان محدود القدرة في أمور كثيرة. فعلى سبيل المثال الله فشل في ذكر البكتيريا والفيروسات في القرآن وانها المتسببة في الامراض المعدية بسبب ان الناس أيامها لا يستطيعون فهم هذه الأمور في ذلك الزمن فلو كلمهم عنها فلن يصدقوه

  إذن محدودية قدراتهم في الفهم جعلت قدرة الله محدودة في الشرح والذكر وجعلت الله عاجزا عن تفهيمهم أمرا يستطيع مدرس ابتدائية شرحه لطلابه في حصة واحدة

أنسنة الله ظهرت في نقاط أخرى عدة في هذه السجعية

فهو  يستفيد من خبراته السابقة ويتعلم من أخطائه

الله في تصور الساجع له إنسان لا يلدغ من جحر مرتين فهو تعلم من تجربته مع الاقوام السابقة ومنعه تكذيبهم من الوقوع في الفخ مرة أخرى

الله لا يريد أن يكرر نفس الخطأ مرة أخرى. تبخر العلم المسبق والمطلق.

لم تنطبق القدرة الخارقة على الامور المجردة إذن

بصمة التفكير الذهاني المضطرب

ذهانية المؤلف في عدم القدرة على استيعاب الأفكار المجردة بشكل صحيح ظهرت بشدة في سجعياته خاصة المكية منها حيث كان يقع تحت ضغط كبير بسبب مطالبة الناس له بدليل

فرغم أن الله يريد الناس ان تؤمن ويرسل الرسل وينزل الملائكة لدعوتهم لذلك إلا أنه لا يستطيع تحقيق مراده  في اقناعهم وتواجهه عوائق كثيرة وقد تعلم من تجاربه السابقة أن الآيات لا جدوى منها ولذلك لم يعد يتعب نفسه في تقديم أدلة على ادعاءات الأنبياء

يبدو واضحا للعيان أن المؤلف رجل ذهاني يائس يحاول اقناع الناس بمزاعمه ولا يمتلك أي دليل سوى الجدل ويقوم بتبرير عجزه بعذر أقبح من ذنب

يبرر الساجع عدم قدرته على إجابة تحدي قريش له بإنزال آية تثبت صدقه بحجة أن الله يئس بعد أن رأى أن الأولين كلهم كذبوا بالآيات

وبرأي محمد ليس فقط البشر الذين يتعلمون من أخطائهم بل الله ايضا فنراه ييأس ويستنتج من أحداث الماضي بدلا من العلم المطلق غير المقيد بزمن ومكان كما أنه يستفيد من خبرته من تصرفات الأولين بدلا من إحاطته بكل شيء علما

 واذا استعرضنا التركيبة البنائية لهذه السجعية نجد التالي:

الآية أسلوب قصر.استخدمت النفي والاستثناء

يصبح مدلولها أن السبب الوحيد لعدم ارسال آية هو ان الله قاس الامر على مدى استجابة الاولين

تم قصر منع الله من ارسال الآيات على عدم نفعها مع الأولين

لماذا فقط مع محمد منع تكذيب الأولين الله؟

لكن هناك أمر آخر. تفكير الشخص الذهاني محصور في حالته الآنية واللحظية ويتميز بعدم الثبات الداخلي فالقاعدة التي يوردها في موضع ما لا يتمسك بها في موضع آخر

فها هو هنا أنشأ قاعدة لله وهي عدم تكرار خطئه بارسال الايات. لكنه نسي ذلك عندما تكلم عن عشرات الأنبياء قبله حيث استمر الله في تكرير الخطأ ولم يتعلم إلا عندما أتى دوره هو شخصيا

يستهلك كل تفكير الذهاني في لحظته ووقته ولا يستطيع النظر بعمق وشمولية لكل المقدمات ولذلك تكون استنتاجاته ساذجة وصبيانية

انتظر الله قرونا طويلة حتى أتى محمد واكتشف خطأه بارسال الآيات وفهم أنها لا تنفع وقرر أن يستفيد من غلطته التي استمرت عبر الآلاف من السنين السابقة ومع كل الانبياء ما عدا نبيا واحدا فقط وهو محمد. أمر غريب فعلا؟

فعندما أرسل المسيح وبالرغم من التكذيب المتكرر لآياته من الأمم السابقة من هود وعاد وقوم إبراهيم وقوم موسى ويحي وزكريا ولوط وشعيب وذي الكفل ويوسن والياس لم يمنعه ذلك من إعطاء المسيح آيات بالجملة. فقط تم منعه عندما أتى محمد

لماذا قال الساجع ما قال؟

(من السهل أن تدعي حدوث معجزة في الماضي لكن من المستحيل أن تجعلها تحدث أمام اعين الناس)

كل المعجزات تفبرك وتروى من قبل اللاحقين ولا ترى من قبل المعاصرين.المعجزات تروى ولكنها لا ترى

كل المعجزات خرافات. ينقضها العلم. الركيزة الأولى في النسبية الخاصة تقول أن قوانين الكون ثابتة لكل الملاحظين في كل الاطارات المرجعية القصورية لا يوجد فرق بين اطار وآخر. أي أنها ثابتة في كل زمان ومكان لم تتغير.لم تكسر ولن تكسر ولا تكسر. إذا أتى شخص وقال لك أن حضرته رأى كائنا فضائيا في الافق الاعلى لا يستطيع ان يراه أحد غيره فإن الاحتمال الوحيد هو انه يكذب أو يهلوس وليس أن قوانين الطبيعة كسرت نفسها. كسر قانون واحد يعني نهاية الكون في لمحة بصر. الرؤية تتم بسقوط موجات كهرومغناطيسية على العين ولا تفرق بين عين وعين وتنتشر في كل الاتجاهات. كل المعجزات اكاذيب. ما لم يتقدم أحد الكهنوتيين ويبرهن أن النسبية الخاصة خاطئة فإن العلم يثبت لنا أن المعجزات كلها أكاذيب

لا أحد يمكنه ادعاء معجزة دون أن يظهرها للناس لكن ادعاء حدوثها قبل آلاف السنين سهل إذا رزق الفتى وجها وقاحا فلا إمكانية للتحقق من ذلك ولكن من المستحيل أن تجلبها امام اعين الأشهاد

 

ساهم في تبديد الخرافة

إعلانات- Advertisements

---

ملاحظة : الوثنخاف مصطلح لتسمية الإله الإبراهيمي. ويتكون من شقين الأول وثن وتعني كائن تخيلي يتم افتراضه وتخيله ثم اقناع النفس بوجوده. وهو كائن أخرس ابكم أطرش اصم لا يستطيع أن يقول حتى كلمة بم. والشق الثاني خفي. وتعني غير مرئي وذلك لتمييزه عن الأوثان المرئية مثل هبل والعزي ومناة الثالثة الأخرى

شارك الآن إن لم تكن قد فعلت من قبل في إحصائية اللادينيين

---

نزل الجزء الثاني من ذهان النبوة مجانا

ِProphethood Delusion

---

التبرع للموقع

اضغط أدناه إذا أحببت التبرع للموقع عبر الباي بال او بطاقة الاعتماد

---